افتتح الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود، وزير الثقافة،أمس، الجناح السعودي المشارك في النسخة الـ 17 من بينالي البندقية للعِمارة، وذلك في حفل نظمته هيئة فنون العمارة والتصميم، وحضره الأمير فيصل بن سطام بن عبدالعزيز آل سعود سفير المملكة لدى إيطاليا، ورئيس بينالي البندقية روبرتو سيكوتو، والدكتورة سمية السليمان الرئيس التنفيذي لهيئة فنون العمارة والتصميم، وجمع من المسؤولين الثقافيين والمهتمين من المملكة والعالم.

وألقى وزير الثقافة كلمةً أكد فيها الاعتزاز البالغ بافتتاح الجناح الوطني للمملكة العربية السعودية في معرض العمارة الدولي السابع عشر في بينالي البندقية، "والذي يتضمن أعمالاً ملهمة تعكس تمازج إرثنا العريق ورؤية بلادنا للمستقبل في فنون العمارة التي كانت حاضرة بتنوعها الفريد وجمالها في تفاصيل تاريخنا الثقافي منذ آلاف السنين"، منوهاً سموه بالدور المحوري الذي تلعبه الفنون في "خلق فرص أفضل للحوار، وتوسيع المدارك، وفتح مجالات جديدة للتواصل الإنساني، خاصة في الأوقات الصعبة مثل فترة جائحة COVID-19".

وقدم تقديره البالغ للجهود التي يبذلها بينالي البندقية في هذا السياق "والتي ساهمت في الحفاظ على حيوية هذه الرسالة المهمة للفنون والثقافة".

ثم ألقت الرئيس التنفيذي لهيئة فنون العمارة والتصميم الدكتورة سمية السليمان كلمة قالت فيها إن الجناح السعودي يشكّل مقراً للبحث والاستكشاف، ويدعم ويحتفل بالتطور الفني والإبداعي الذي تعيشه المملكة حالياً. وأضافت بأن الجناح يتضمن معرضاً يتتبّع تاريخ الحجر، ويدرس كيفية تكيف البيئة العمرانية والنسيج الحضري لاستيعاب الظروف الطارئة، وكيف يتبدل معنى هذه المساحات واستخدامها مع مرور الوقت.

ثم تجوّل وزير الثقافة والحضور في أقسام الجناح السعودي الذي حمل عنوان "مقار" وتشرف على تنظيمه وإدارته هيئة فنون العمارة والتصميم، والذي يأتي بصفته معرضاً تجريبياً يحلل سلسلة من التشكيلات المكانية والاجتماعية للقاء "الآخر"، تتداخل فيها تواريخ وبروتوكولات وإيماءات الحجر الصحي والاستضافة والسكن. وفي ما يتعدّى مفهوم "أماكن العيش"، ينطوي معرض "مقار" على الهياكل المؤقتة والدائمة التي برزت للتعامل مع خطر العدوى أثناء أحداث ضخمة كمواسم انتشار الأوبئة. ومن خلال قراءة تاريخ هذه الأماكن المغلقة، يبحث المعرض في الطُرق التي تتكيّف من خلالها البيئة المبنية والنسيج الحضري مع الطوارئ ويتناول تغيّر معنى هذه المساحات واستخدامها مع مرور الوقت، كاشفاً عن التوترات القائمة بين الفصل المتأصل في الحجر الصحي والإقامة الضرورية لمواصلة العيش.

ويستمر نشاط الجناح السعودي طيلة فترة إقامة بينالي البندقية للعمارة في نسخته الـ 17 والذي يقام هذا العام تحت عنوان "كيف سنعيش معاً؟"، خلال الفترة من 22 مايو إلى 21 نوفمبر 2021م، في مقر البينالي الدائم في مدينة البندقية الإيطالية.