ففي إحدى حلقات مسلسل ممنوع التجول للبطل ناصر القصبي، ظهر وهو محجور مع زوجته وكل منهما «مش طايق نفسه»، فتطلقا ولظروف الحجر لم تستطع الزوجة الوصول لبيت أهلها وبقيا في شقتهما وهما مطلقان، ولأنهما يعانيان من «الفراغ الزايد»، قررا بعد «كم يوم من الطلاق» أن يتقابلا في المطبخ بطريقة عشاء صديق وصديقته لمدة ساعة فقط وكأن كل منهما لا يعرف الآخر وهذا هو لقاء التعارف، فأشعلت شموع الرومانسية على جنبات الطاولة، وبدأت الموسيقى الكلاسيكية تعطر المكان برائحة الهدوء، و.... و.... من التفاصيل المعروفة في لقاءات التعارف، والغريب أن كلا منهما ظهر وكأنه شخص آخر، (متفهم، مستمع جيد، لبق، مؤمن بالاختلاف، ذو ذائقة رفيعة في الاختيارات و.... و.....)، من التفاصيل التي تدل أنها تفاصيل بسيطة يستطيع أغلب الأزواج والزوجات إظهارها «إن أرادوا»، حتى كانا في اليوم التالي متلهفين لهذه الساعة، وكل منهما يتحضر لها بكل ما أوتي من رومانسية و«حركات».
السؤال هنا، لماذا تدخل بعض الزوجات في حالة نفسية من الكآبة قد تصل بها إلى حد الانتحار في حال مات زوجها أو حتى تطلقت منه بطلبها، ولماذا يستطيع الرجل أن يجد بدلا عن الكلمة اللطيفة ألف كلمة لزميلته في العمل أو حتى «مضيفة الطيران»، وإن كان عمرها قد تجاوز الـ60، ولا يجد من الـ1000 كلمة؛ كلمة واحدة إذا حضر أمام «أم العيال»، هل هو نفس الشعور الذي ينتاب صديقك في العمل والذي كان مقربًا منك، وبمجرد أن أصبحت مديرًا عليه، بدأ يركز الـ Focus على ما يراه سيئا منك.
هل العلاقة بمجرد أن تصبح حقيقية فإننا نصرف النظر عن غايتنا منها، وندقق على «الأعراض الجانبية» الناتجة عنها، هل من كان يدفع مهرا بـ 100 ألف ريال ويبصم على السلفة من البنك «بالعشر»، ليس لديه عقل وفجأة «مسك وعيه»، أم أن «الشيطان شاطر»، فيجعلنا نشعر وكأن الزواج مجرد سجن، وبمجرد أن ينجح في قطع هذا «الرباط المقدس» يجعلنا نعود من جديد لنعرف أنه لم يكن سجنا، فنعود لاقتراض 100 ألف أخرى وهكذا، وعليه فإن المشكلة ليست في الزواج، المشكلة في أننا لا نعرف قيمة الشيء إلا بفقده، فإن حصل عزيزي/تي الزوج/ة وتوقفتما بجانب بائع الورد فلتتوقف لتأخذ باقة لمن اختارها لك القدر من بين رجال/نساء العالمين، وإياك أن تقول لبائع الورد (لا خلاص تزوجنا).