قد يكون الخوف حاجزا منيعا يمنعنا من تغيير واقعنا فنختبئ تحت غطائه ولا نرى النور خشية الشعور من الهزيمة والفشل، وهذا أمر طبيعي بالفطرة، لكن البعض تميز وامتاز بكسر هذا الحاجز. الداعم الأساسي للنجاح في سوق العمل اليوم هو عمق المثابرة بالصبر ودراسة حاجة السوق، ومن ثم تتوسع الفكرة ليصل صداها إلى الأماكن العامة والخاصة بل إلى ميادين دولية. فقصص نجاح ريادي الأعمال السعوديين قبل غيرهم غزيرة وتتدفق إلى أسماعنا بين الفينة والأخرى فقد استطاعوا أن ينجحوا في الوصول إلى أهدافهم رغم بدايتهم من نقطة الصفر، دون أن يستندوا إلى أي من دعائم النجاح الزجاجية القابلة للكسر كالشهرة وغيرها.

مصطلح ريادة الأعمال اليوم أصبح من أفخم المصطلحات وأروقها، فرؤية المملكة 2030 تنمي وتسعى إلى إنضاج هذا المصطلح وتشجيع شباب وشابات الوطن.

ريادة الأعمال عالم مختلف يستحق التجربة والاكتشاف فهو أفق ممدود قد يكون غير مطروق بكثرة من قبل. هي مغامرة بالمال والجهد والمستقبل لتحقيق فكرة في الغالب قد لا يكون الجميع يؤمن بها. في الحقيقة، يمكن القول بأن ريادة الأعمال تضم حزمة من المؤهلات أهمها الابتكار والقدرات الإبداعية العالية والشجاعة والإدارة المحترفة للمخاطر والأزمات، رواد الأعمال يحملون شعلة من الثقة والتصميم على تحمل المخاطر، فهما الوقود الذي يجعل رائد الأعمال يواجه رفض الآخرين بتحد وعزيمة لتحقيق النجاح. فبعمق الرغبة تقاس قوة التحمل والمقاومة، لكن إن كان الواقع معاقا فالنتيجة حتما بائسة.

يمكن تعريف ريادة الأعمال بأنها عملية إنشاء المشروعات الجديدة، حيث يبنيها فرد أو مجموعة من الأفراد وإداراتها بشكل منظم يتضمن تحديد الأهداف وتوفير المواد اللازمة للعمل وتحديد خطوات العمل والتنبؤ بالمخاطر.

عادة ما يكون الأشخاص الذين يمتلكون هذه المؤهلات خارجين عن المألوف في تفكيرهم وبارعين في اغتنام الفرص والإجراءات اللازمة، لديهم أفكار عظيمة متلهفين لتحقيقها يسعون لخلق معنى لما يفعلونه ويسعون إليه، فرواد الأعمال لديهم صبغة قوية بأن التعلم المستمر من الفشل سيساعد على تنمية المهارات والتقليل من المخاطر مستقبلا، لذا لديهم مناعة قوية ضد الانهزامية لما يتمتعون به من قوة الانسجام والتأقلم مع الظروف أيا كانت. لذا هم متميزون وناجحون!

فريادة الأعمال باختصار هي إثبات أنك قهرت الظروف وطوعتها لنفسك واستغللتها أفضل استغلال، وأن الحياة وظروفها لم تهزمك، فجمعت المجد من أطرافه نجاحا وتميزا وتألقا.

هناك ثلاثة مبادئ أساسية لتحقيق ريادة الأعمال أولها البحث عن الفرص التي تجاهلها الآخرون والتركيز على ماذا يحتاج الناس اليوم، ومن ثم تقيم هذه الفكرة بحسب ثلاثة أمور أساسية: السوق، المنافسة، والاقتصاد. يجب تقييم جودة الفكرة وما الاحتياج الذي سوف تسده، كيف سيكون المنتج مميزا في المنافسة، وكيف سيتم التعامل مع العقبات والتقليل من المخاطر المحتملة، وما الأرباح المتوقعة؟ بعد ذلك نبدأ في رسم خطة العمل ابتداء من الرؤية وانتهاء بتحقيق تلك الرؤية مع وزن الإدارة المالية بشكل سليم.

أخيرا، أحيانا من حولك يمتلك مقبرة لدفن الأفكار والأحلام فتجنبه، وفي أحيانا أخرى تجد بجانبك من لا يعزف نفس النغمة التي تؤمن بها، وهذا ليس دليلا على أنك خطأ فالناس تتباين وتختلف، فالنغمة التي تحقق النجاح لها أجواء خاصة وصفات مميزة للفرد يطغى عليها الحماس والحنكة.

ومن يتهيب صعود الجبال

يعش أبد الدهر بين الحفر