حسن تخلص

صعد خالد بن عبد الله القسرى المنبر في يوم جمعة، وهو إذ ذاك على مكة، فذكر الحجاج، فحمد طاعته وأثنى عليه. فلما كان في الجمعة الثانية ورد عليه كتاب سليمان بن عبد الملك، يأمره فيه بشتم الحجاج ونشر عيوبه، وإظهار البراءة منه؛ فصعد المنبر، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: إن إبليس كان ملكا من الملائكة، وكان يظهر من طاعة الله ما كانت الملائكة ترى له به فضلا، وكان الله قد علم من غشه وخبثه ما خفي على ملائكته؛ فلما أراد الله فضيحته أمره بالسجود لآدم، فظهر لهم ما كان يخفيه عنهم، فلعنوه. وإن الحجاج كان يظهر من طاعة أمير المؤمنين ما كنا نری له به فضلا، وكأن الله أطلع أمير المؤمنين من غشه وخبثه على ما خفي عنا، فلما أراد الله فضيحته أجرى ذلك على يدي أمير المؤمنين، فلعنه؛ فالعنوه لعنه الله! ثم نزل.