تعتبر تطبيقات الاستشارات النفسية الإلكترونية الحل البديل للعديد من المرضى للقيام باستشارات بمبالغ رمزية، حيث لا يتعدى قيمة الواحدة منها 200 ريال، بعكس المستشفيات الخاصة التي تطلب مبالغ باهظة تصل إلى 1000 ريال مقابل جلسة واحدة.

مبلغ رمزي

وأفادت نورة المحمدي أخصائية نفسية، أنها تعمل منذ أكثر من سنة في دوام جزئي لإعطاء العديد من المرضى استشارات نفسية عبر إحدى التطبيقات الشهيرة بمبلغ يتراوح بين 60 و120 ريالا للساعة، وهذا يعتبر مبلغا رمزيا جداً لمساعدة العديد من المرضى في تشخيص حالتهم قبل إرشادهم إلى مراجعة طبيب مختص في حال كانوا يعانون أعراضا حرجة.

الحالة النفسية

وأضافت ان أغلب المراجعين يعانون من مرض الاكتئاب المؤقت أو طويل المدى للعديد من الأسباب والظروف، حيث يلجأ العديد منهم لمعرفة حالتهم النفسية بشكل دقيق، فالكثير من المرضى لا يفرق بين أعراض الاكتئاب وثاني القطب، والعديد من الأمراض النفسية المشابهة.

مميزات التطبيق

وأضاف محمد المازني المسؤول الإلكتروني عن إدارة إحدى التطبيقات المختصة أن من مميزات التطبيق أنه متوافر طوال الوقت، وبالنسبة لطريقة العمل فهي سهلة للغاية فلن يحتاج الزائر سوى إنشاء حساب، وبعدها اختيار القسم المناسب، وتصفح قائمة المستشارين من أجل تسهيل عملية الاختيار بين: استشارات أسرية، واستشارات نفسية، واستشارات مالية واستشارات قانونية.

كما يحتوي التطبيق على خانة التقييم تقييم الاستشاريين للاستفادة العامة، والاهتمام بخصوصية الزوار بشكل كامل، تتمثل في إرسال الطلب أو الاستفسار، ومن ثم يأتي تنبيهًا بعد موافقة المستشار عليها، حينها يُمكن التواصل معه بالرسائل في بيئة آمنة للغاية تُحافظ على الخصوصية.

ثورة صحية

وأفاد الأخصائي النفسي محمد الربيعي: تمثل الاستشارات الطبية الإلكترونية ثورةً فى تقديم الرعاية الصحية للمرضى خارج المستشفيات، إذ تُمكِّنهم من الاستفادة من الخبرة المتخصصة دون رؤية المتخصص وجهًا لوجه، وبالرغم من أن الاستشارات الإلكترونية تساعد على تحسين وصول المرضى إلى المتخصصين، وتقليل أعباء السفر والزيارات الشخصية غير الضرورية، إلا أنه ما من مقاييس تتيح تأثيرها على الرعاية الطبية للمرضى.

صعوبة الوصول

وأضاف: تزداد أهمية الاستشارات الإلكترونية بالنسبة لسكان الأحياء الفقيرة والمجتمعات الريفية، حيث يواجه المرضى صعوبةً في الوصول إلى الأطباء المتخصصين، وهو الأمر الذي ظهر بوضوح خلال جائحة كورونا، ما يجعل من تطوير برامج الاستشارات الإلكترونية أمرًا ضروريًّا بالنسبة لجميع خدمات الرعاية الصحية.

ملاذ آمن

وأشار الربيعي إلى أن الكثير من الأشخاص يلجأون لمثل هذا التطبيقات لإخفاء هويتهم وليس لعدم امتلاكهم المال، فمازال هناك العديد من المرضى يجدون زيارة الطبيب النفسي على أرض الواقع نوعا من الانتقاص، أو سمعة اجتماعية سيئة؛ لذلك تعد مثل هذه التطبيقات ملاذا آمنا لمهم، كما يعدها البعض نوعا من حفظ الخصوصية، ومشاركة طبيب متخصص دون ذكر أسمائهم.