لم يكن الخميس الماضي يوما عاديا للرياضيين قاطبة ولمحبي نادي الرياض على وجه التحديد، فهذا الكيان العريق الضارب في أعماق التاريخ هوى خلال السنوات الماضية لمؤشرات لا تتناسب مع قيمته، وأصبح حبيس الثانية في القدم، بعد أن كان رقما متقدما مع الكبار، ويسمى «مدرسة الوسطى» وتراجع في بعض الألعاب المختلفة بل تلاشى جلها، ولم يبق من الوجه الجميل إلا مقره الجاثم في ضاحية لبن، وفي غمرة النسيان لهذا الكيان كانت هناك محاولات من اتحاد التايكوندو بقيادة ربانه العميد شداد العمري، حيث أقر إقامة فعاليات بطولات الاتحاد في صالة نادي الرياض لهدف إحياء مرافقه وفي ذات الوقت يستفيد النادي من الوجود الجماهيري والعناصري والإداري للأندية المتنافسة، وكان يسبق هذا القرار دعم الاتحاد بتفعيل لعبة التايكوندو ليكون ضلعا رابعا في دائرة التنافس مع الهلال والشباب والنصر، وأطل الرياض بشعاره الأحمر والأسود الغائب عن الذاكرة، لكنه في هذه المرة اعتلى المنصات وكانت المفاجأة السارة بتفوقه على الكبار بعد أن قلب الطاولة وحصد الذهب وحقق أول بطولة في عهد رئيسه بندر المقيل بعد غياب طويل، وكان الأكثر فرحاً بهذا الإنجاز رئيس الاتحاد العميد شداد، لأنه يدرك أن الحضور القوي لفريق بحجم الرياض سيعزز من دائرة المنافسة والرابح الأكبر المنتخب السعودي، الرياض الذي عاد للمنصات بوشاح التايكوندو بقيادة طاقمه التدريبي الوطني «منصور الشبعاني، سامي الشيشان، محمد السفياني» هي ترجمة لإستراتيجية وإعادة تفعيل الألعاب المختلفة بدعم من وزارة الرياضة حيث يمثل ذلك نقلة نوعية في المنافسات الرياضية في الصراع الأولمبي الذي لا مكان فيه إلا للأقوياء.