استيقظت اليوم وأنا أفكر ما معنى أن تكون مثاليا، ولم يجب أن نفكر دائما كيف نصبح كذلك !، لم نجبر أنفسنا على ما لا يشبهها ! لم نحاول إرضاء المجتمع على حساب رغباتنا ! .

لم نهتم دائما بتلك الصورة التي يرسمها الآخرون لنا ! لم أسمع يوما عن شخص ناجح كانت المثالية سببا في نجاحه أو شخص سعى إلى المثالية الكاملة وبلغها ، نحن بشر، لسنا معصومين من الخطأ بل إننا نخطئ، نتعلم وبناء على ذلك نتخذ قراراتنا، إن لم تخطئ فلن تتعلم ولن تصنع أهم شيء بالنسبة لك في هذا الكون ألا وهو أنت، شخصيتك، كيانك وأحلامك.

كل خطأ تخطئه اليوم وتتعلم منه هو بمثابة صقل لشخصيتك التي ستكون عليها غدا، فالأخطاء طبيعة بشرية وليست نهاية العالم ولا نهايتك، وليست عارا تتمسك به وتعيش على ألمه مدى العمر، متناسيا أنه على هذه الحياة ما يستحق العيش وعناء المحاولة.

نعم الخطأ ليس عارا، العار هو أن تعلم أنك مخطئ ولا يرف لك جفن، العار الحقيقي أن تستمر على طريق الخطأ دون أن تتوقف أو تواجه نفسك، دون أن تعترف بأخطائك وتحاول إصلاحها.

هناك عبارة رائعة للكاتب والفيلسوف الروماني إيميل سيوران تقول: «أرجوك توقف عن ادعاء المثالية، ولو كنت فعلا بهذه الروعة فتوقف عن الحياة، لأن هذا المكان ليس لك».

لذا قبل أن تغلق كل الأبواب التي أمامك في وجهك بنفسك، تذكر دائما أنك بشر وما تفعله قد يحتمل الخطأ كما يحتمل الصواب، المهم هو أن تكون مسؤولا عن تصرفاتك مسؤولية كاملة، وتذكر أنك في الواقع لست أفكارك المتزعزعة ولامشاعرك المتخبطة ولست أحاسيسك التائهة، تذكر أنك سلوكك الذي اخترته بكامل وعيك، وتذكر أنك الطريق الذي آمنت به ومشيت فيه ودافعت عن كل خطوة تسيرها فيه. ستظل تخطئ وتتعلم حتى ترحل، تاركا عمرا من التجارب والخبرات والأشياء العظيمة التي تستحق أن ترضى عنها، لا كتمثال زائف لا أخطاء له ولا محاولات لأنه مسلوب الحياة والإرادة.