أدت التهديدات المعلوماتية في السنوات الأخيرة في جميع أنحاء العالم إلى مضاعفة تكاليف الشركات والمؤسسات في سوق الأمن المعلوماتي الذي يشهد حالة تجديد مستمرة، حيث تتوقع شركة جارتنر الأمريكية، وهي مرجعية في الأمن المعلوماتي، نموا بأكثر من 12 % للسوق العالمية للأمن المعلوماتي هذه السنة 2021 لتصل إلى (562.5 مليار ريال) 150 مليار دولار، بعد ارتفاع بلغت نسبته 6.4 % في العام الماضي 2020، وهو ما فرضته عوامل كثيرة من أهمها تفشي وباء كورونا كوفيد - 19 الذي أدى إلى تزايد الاعتماد على التقنية وتحول كثير من الأعمال لتدار عن بعد.

يترتب على جميع الشركات والمؤسسات حتى الجهات الرسمية والخيرية ومراكز البحوث والجامعات وغيرها تكاليف إضافية في إطار سعيها لتوفير أجهزة حماية معلوماتها ومراكز مراقبة عن بعد، وتشفير وإدارة الهويات ومعلومات بشأن التهديدات المقبلة وصيادي مكافآت للعثور على الثغرة في الأنظمة.

وفي وقت تشكل كل هذه العوامل مصادر أرق للشركات والدول، بما فيها الأرق الناجم عن التكلفة المادية، فإنها تشكل نعمة لمقدمي خدمات الحماية والمراقبة والتشفير وغيرها.

كلفة إضافية

أحدث المشاكل التي تعرضت لها الشركات كان إقرار شركة «كولونيال بايبلاين» في صحيفة «وول ستريت جورنال» بأنها اضطرت لدفع فدية بقيمة 4.4 ملايين دولار لقراصنة معلوماتية قاموا بشل الشركة التي تشغل خطوط أنابيب بطول 8800 كلم في الولايات المتحدة في مطلع مايو، ما اضطر الأمريكيون إلى الانتظار في طوابير أمام محطات الوقود.

شلل بـ4 ملايين دولار

يتضمن الأمن المعلوماتي أنشطة عدة ومتنوعة، ومع تعميم استخدام الحوسبة السحابية ووصول شبكة الجيل الخامس، وخلال 30 عاما مضت كانت الشركات الجديدة المهتمة بالأمن المعلوماتي تولد كل يوم، وتجلب معها تقنيات جديدة باتت مألوفة.

في السنوات العشر الماضية وحسب شركة «برايس ووتر كوبرز» في تقريرها حول التوجهات الرقمية العالمية 2021، ظهرت 20 شركة ناشئة قيمتها أكثر من مليار دولار، بينها حوالي 10 شركات في العامين الماضيين وحدهما.

وقال جيروم بيلوا خبير الأمن المعلوماتي في شركة الاستشارات «وايفستون»، «لقد بدأت في 2001 بالاهتمام بالأمن المعلوماتي. في تلك الفترة، غالبا ما كان الخبراء يجتمعون في نهاية الممر ويتحدثون عن أشياء تقنية جدا لم يرغب أحد في الحديث عنها. ثم تغيرت الأمور».

حدثت نقاط التحول «في 2007/ 2008» حين أدركت الشركات التي كثفت مشاريع الحوسبة والشبكات نقاط ضعفها الجديدة«كما أضاف.

وتابع»ثم حصل شرخ كبير آخر في 13 /12/ 2011، مع الهجمات الإلكترونية الضخمة الأولى (ستاكسنت، سوني بيكتشرز، واناكراي) التي ألقت بسرعة الضوء على التهديدات. وهذا الأمر ليس على وشك التوقف«.

في فرنسا، تأثرت 25 % من الشركات بهجوم برامج الفدية في عام 2020 بحسب»سيسين«وهي شركة مسؤولة عن الأمن المعلوماتي الفرنسي.

أنشطة متنوعة

ركز الأمن المعلوماتي سابقا على حماية المحيط، وكان الهم تحويل شبكة المعلومات إلى قلعة، ويكفي حماية الوصول إلى الخارج، لكن الأمر تغير، وبات العالم أكثر انفتاحا، حيث يستند الأمن إلى التحليل الدائم لحقوق وصول المستخدمين والشبكات، لكن ما يحد من نمو سوق الأمن المعلوماتي اليوم هو القدرات البشرية: عدد الخبراء والأشخاص المدربين.

على الصعيد العالمي، يرتقب أن تبقى 3.5 ملايين منصب خبير وشخص مدرب شاغرة في 2021 بحسب أرقام»برايس ووتر كوبرز«.

وأوضح بيلوا»في القطاع الذي أعرفه، الاستشارات والخدمات، نحن مضطرون لرفض بعض الطلبات«من زبائن و»تأخير مواعيد«.

بالنسبة للمهنة فإن»التحدي الكبير هو بوضوح اجتذاب مواهب، سواء أكانوا من الشباب أو مهنيين في إعادة التدريب«.

افتقار للخبرة

تشير التوقعات إلى أن الجرائم الإلكترونية قد تتسبب بخسارة دول مجلس التعاون الخليجي بين 550 مليونا و735 مليون دولار أمريكي سنويا، وهو ما دعا الحكومة مع ارتفاع مستوى تلك الجرائم إلى حد التهديد الأمني إلى متابعة هذا الموضوع والبحث فيه، وإصدار الأنظمة المكافحة له ومنها نظام مكافحة الجرائم الإلكترونية للحد من هذه الجرائم ومواجهتها.

وصدر في المملكة كذلك نظام مكافحة الجرائم المعلوماتية التي تشمل التهديد والابتزاز والتشهير بالآخرين في مواقع الإنترنت وإنشاء مواقع الإنترنت الإرهابية.

أمن المعلومات في السعودية

150

مليار دولار حجم السوق

6.4 %

نسبة نمو هذا السوق عن العام الماضي

20

شركة في الأمن المعلوماتي أنشئت خلال 10 سنوات ماضية

1

مليار دولار قيمة هذه الشركة

10

شركات مهتمة بالأمن المعلوماتي خلال السنتين الأخيرتين

735

مليون دولار أمريكي توقعات الخسائر من الهجمات الإلكترونية في الخليج سنويا

خسائر 2020

4.4

ملايين دولار دفعتها شركة»كولونيال بايبلاين» فدية للقراصنة

25 %

من الشركات في فرنسا تأثرت بهجوم برامج الفدية عام 2020