قال رئيس تحرير صحيفة «الوطن» السعودية، الدكتور عثمان الصيني، إن المنتجات الورقية في الصحافة لن تنتهي، لأنه تم رصد الورق في مجموعة من الدول، منها أمريكا وأوروبا والصين واليابان وكوريا، ولا تزال موجودة ولا يزال لديها قراؤها. جاء ذلك في إجابة على تساؤل، خلال مشاركته في ختام معرض مشروعات مكة الرقمي، الذي أقيم اليوم بقبة جدة.

ضبط المفاهيم

وقال الصيني: «هناك مجموعة من المفاهيم، أعتقد أنها بحاجة إلى تحرير أو ضبط، وهي مصطلحات تتكرر، فليس هناك شيء يسمى الصحافة الورقية، بل هناك منتجات ورقية لمؤسسات صحفية، ولدينا في السعودية 12 صحيفة ورقية ومجموعة تصدر عن 8 مؤسسات صحفية».

وأضاف أن الصحيفة الورقية هي إحدى منتجاتها ضمن مجموعة كبيرة من المنتجات الورقية الأخرى، والصحافة الإلكترونية أيضا أصبحت تطلق على مجموعة مواقع، تتعدى 700 صحيفة إلكترونية، وهي في الحقيقة مجرد مواقع إلكترونية، والصحف في هذا الإطار لا تتعدى أصابع اليد.

التحول الرقمي

وأكد الصيني أن مواقع التواصل الاجتماعي، وسائط اجتماعية وليست إعلاما جديدا، فالإعلام الجديد شيء آخر، هذه المداخل أقولها للحديث عن التحول الرقمي، ولماذا تتحول الصحف رقميا.

وأوضح أن التحول الرقمي ليس معناه أن نترجم الصحف من نسخة ورقية إلى نسخة إلكترونية، وهناك اختلاف في الوسائل واختلاف في المحتوى وطريقة المعالجة، لأن المفهوم بأكمله تغير، كما أن مفهوم القراءة تغير أيضا، وشريحة القراء كذلك، الآن لدينا في السعودية 12 مليونا من سن 15 إلى 44 سنة، لديهم عادات قرائية مختلفة، أسلوب قرائي مختلف، عن الأسلوب السابق، عندما كانوا يقرأون من الورق.

وتابع: «أيضا نسبة المقروءة تغيرت، في السابق الصحف كانت توزع 800 ألف، وبعض الحالات تصل مليون نسخة في عزها، الآن نزلت بعدد كبير جدا عن السابق، ولكن في نفس الوقت أصبحت تُقرأ رقميا عما يزيد على 50 مليونا في المؤسسات الصحفية عبر منتجاتها المختلفة».

مجتمع الشبكة

وأضاف الصيني «المفهوم الآخر الذي تغير أيضا هو مجتمع الشبكة، الآن ليست المسألة أن الإنسان يأخذ الصحيفة يشتريها ويقرأها، أصبحنا الآن نعيش في مجتمع الشبكة، التي ترتبط بالإنسان عبر جواله بالدرجة الأولى، العبرة الآن ليست أن يأخذ الإنسان الصحيفة ويقرأها، ومن يقرأ الصحيفة الآن نجد أن منهم 91% يقرأون من الجوال، 7 % من أجهزة الحاسب، وأقل من 1 % من الأجهزة اللوحية».

وتابع: أصبح قراء الصحف يقرأون من خلال تطبيقات، وتصل التطبيقات في العالم إلى 8 ملايين تطبيق، ولدينا في السعودية مواقع خدمية، تصل لـ 71 تطبيقا حكوميا، تمثل 15 قطاعا مختلفا، متسائلاً: «إذن لماذا نحن نتحول رقميا؟ لأن شريحة القراء اختلفت، ومفهوم القراءة اختلف، الأساليب كلها اختلفت».

وتابع: «مشكلة مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها، أنها تعتمد على الانتشار اللحظي، ولا تعتمد على موضوع التأثير، فهي ضعيفة الأثر وحتى في مواقع التواصل، إن طال التأثير أخذت يوما، وفي الترند تأخذ ساعات، وليس لها أي قيمة».