يربط معارضون إيرانيون في الخارج ومنظمات حقوقية بين الفائز في الانتخابات الرئاسية الإيرانية إبراهيم رئيسي وحملة إعدامات طالت سجناء ماركسيين ويساريين عام 1988، حين كان يشغل منصب معاون المدعي العام للمحكمة الثورية في طهران.

وردا على أسئلة وجهت إليه عامي 2018 و2020 على خلفية تلك الحقبة، نفى رئيسي ضلوعه في هذه الإعدامات، لكنه أبدى تقديره لـ"الأمر" الذي أصدره الخميني، مؤسس الجمهورية الإسلامية، لتنفيذ الإجراءات بحق هؤلاء الموقوفين.

وفي عام 1988 كان رئيسي جزءا من اللجنة التي نظمت إعدام 4 آلاف سجين سياسي في عطلة نهاية الأسبوع.

وكان المحافظ المتشدد ابراهيم رئيسي قد فاز بالانتخابات الرئاسية الإيرانية، بنيله 62% من الأصوات وفق نتائج رسمية شبه نهائية أعلنت السبت، غداة اقتراع أتى في خضم أزمة اقتصادية واجتماعية ورافقته تساؤلات عن نسبة المشاركة.

وأفاد رئيس لجنة الانتخابات جمال عرف في مؤتمر صحافي أن رئيسي حصل على "أكثر من 17.8 مليون" صوت من أصل 28,6 مليونا من أصوات المقترعين.

وأوضح أن هذه الأرقام هي نتيجة فرز "أكثر من 90 %" من الأصوات، علما بأن العدد الاجمالي للناخبين الإيرانيين كان أكثر من 59.3 مليونا.

ولم تحدد اللجنة العدد النهائي للمقترعين ونسبة المشاركة، إلا أن الأرقام المرتبطة بالأصوات التي تم فرزها تؤشر الى تجاوزها 53 %.

ويخلف رئيسي (60 عاما) الذي يتولى رئاسة السلطة القضائية منذ 2019 والذي كان فوزه مرجحا منذ بداية الحملة الانتخابية، الرئيس المعتدل حسن روحاني الذي لا يحق له دستوريا السعي لولاية ثالثة متتالية.

وكشف الأخير صباحا أن الانتخابات التي جرت أمس، توّجت رئيسا جديدا من الدورة الأولى. وبينما لم يذكر روحاني اسم الفائز، تكفّلت التهاني التي بدأ رئيسي يتلقاها من منافسيه، بحسم هوية الرئيس المنتخب.

وفي وقت لاحق، زار روحاني مقر السلطة القضائية وقدم التهاني الى رئيسي، وفق وكالة الأنباء الرسمية "إرنا".

وتقدّم رئيسي بفارق كبير على منافسيه، وضمن الغالبية المطلقة من الدورة الأولى. وحل ثانيا المحافظ المتشدد محسن رضائي (أكثر من 3.3 ملايين صوت)، ثم الإصلاحي عبد الناصر همّتي (أكثر من 2.4 مليون)، والمحافظ المتشدد أمير حسين قاضي زاده هاشمي (نحو مليون).

ويعد رئيسي مقربا من المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي.

وخاض رئيسي الانتخابات الرئاسية للمرة الثانية تواليا، وكان حصد 38 % من الأصوات في 2017.

وتولى مناصب عدّة على مدى عقود، خصوصاً في السلطة القضائية، وكان سادن العتبة الرضوية في مسقط رأسه مدينة مشهد المقدسة (شمال شرق).

كذلك، تطرح وسائل إعلام إيرانية اسمه كخلف محتمل للمرشد.

وبعدما حسمت نتيجة التصويت، تبقى نسبة الاقتراع موضع ترقب، علما بأن أدنى مشاركة في انتخابات رئاسية بلغت 50.6 % (عام 1993).

وبلغت نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية الأخيرة قبل أربعة أعوام 73 %، في حين شهدت الانتخابات التشريعية في فبراير 2020، نسبة امتناع قياسية بلغت 57 %.