فقدت الرياضة السعودية فرقًا كانت تحتل الناصية في الصراع المحلي تنافس على الأمجاد ولادة للنجوم، لكنها غابت دون سابق إنذار بعد أن دب المرض في جسدها هناك من تعافى قليلًا والبعض الآخر في غيبوبة ولعل أبرزها الوحدة، الاتفاق، والرياض والأخير لم يفق حتى الآن من سباته وداهم الخطر المحدق الاتحاد، وكاد أن يودع الكبار وفاق هذا الموسم ولكن ليست العافية التي عرفت عن النمور حينما يقارعون خصومهم، والأكيد أن غياب تلك الفرق ضربة في خاصرة الكرة السعودية ولكي لا تتوسع دائرة الخسائر يفترض الحفاظ على المكتسبات وتحديدًا الفرق الولادة وما أرمي له الأهلي الذي يعد واحدًا من أبرز الأندية في تصدير النجوم وبذات الوقت عراقة التاريخ والأمجاد المميزة.

قلعة الكؤوس يعاني من عدة سنوات وتفاقم المرض في جسده خلال الربع الأخير من الموسم الفارط، ويقيني إذا استمر الحال على المنوال الذي يسير عليه حاليًا قد يهوي لمؤشرات لا تتناسب مع تاريخه التليد، وبرغم توافد الكوادر للنهوض به فإن المشكلة قائمة فالطبيب لم يحسن وضع المبضع على الداء.

الأهلي يعاني يقف ويسقط والديون تتراكم والخسائر تتوالى وكاد هذا الموسم أن يدخل في شراك الخطر لكن رصيده السابق من النقاط أنقذه من المأزق، والغريب أن الفريق كان الدور الأول مرشحًا لبطولة الدوري وتنازل عن القمة بطريقة غريبة خلال القسم الثاني، وأصبح يصارع في المناطق المتأخرة والأمر لم يتوقف عند ذلك بل ضرب رقمًا قياسيًا بعدد الخسائر المتوالية، والمؤلم أن أعمدة الفريق الأساسية العويس والسومة والبقية يتحدثون عن ناديهم بلغة غريبة لا يقبلها الذوق الرياضي على وجه العموم ومحبو الأهلي تحديدًا، أعيد القول إذا استمر منوال التراجع الأهلاوي قد نخسر هذا الفريق ويصبح من ركام الأمس خاصة أن الوضع الحالي لا مكان فيه الا للأقوياء فكرًا ومادة.

لغة التشاؤم التي أتحدث عنها ليست شمولية فهناك فرق قفزت لمحطات متقدمة كالتعاون والفيصلي وأبها وضمك والأخيران رسما صورة تستحق التقدير مقارنة بالظروف التي تحيط بهما، أعيد القول الأهلي يحتاج لترتيب أوراق من الداخل قبل جلب ذاك الكادر واستبعاد آخر.