يغيب عن الكثير من الناس فن السؤال وطريقته وتوقيته، وماذا يريد حين يعرف الإجابة، للأسف الكثير من الناس لا يعرفون فن السؤال، أو يعرفونه لكنهم يتجاهلونه، وللأسف لا يحسبون لسؤالهم، وإن حسبوا لا يصوغونه بأسلوب غير محرج.

لماذا يقتحم البعض خصوصيات الآخرين سواء كان من العائلة أو صديق أو قريب أو أي إنسان، بالرغم أن بعض الأسئلة أتت عن حسن نية، لكنه يضع الإنسان المجيب في موقف محرج فهو لا يريد الإجابة، وفي الوقت نفسه لا يرغب في إحراج السائل، أسئلة كثيرة تطرح هنا وهناك، وفي كل مكان تتمنى هذه الأسئلة ألا تطرح؛ فهي تشفق على الإنسان الذي يسأل.

هذه بعض النماذج للأسئلة التي يجب ألا تُسأل، حين تسأل المرأة التي لم ترزق بطفل وهي عقيم.. لماذا لم تحملين، تسأل الإنسان المحتاج.. هل تريد نقودا، أنت تضايق المرأة عندما تسألها عن عمرها، فذلك يسبب لها الإحراج في حال كانت كبيرةً في العمر، تسأل المصاب بداء السكري المرتفع في شهر رمضان.. هل تصوم، لا تسأل الفتاة التي فاتها قطار الزواج لماذا لم تتزوجين، لا تسأل المرأة عن وزنها، ولا تسأل الزوجة زوجها هل تحبني، لا تسأل المريض إذا كان مصابا بالمرض الخبيث، لماذا لم تتزوج/تتزوجي إلى الآن، لا تسأل ممتحنا قد خرج لتوه من الامتحان وتبدو عليه علامات الحزن والدموع تملأ عينيه، لا تسـأل من عنده عاهة عن سببها، القائمة طويلة لكن هناك عرفا عالميا بعدم طرح السؤال عن الراتب، العمر، الدين.


الفضوليون في حياتنا كُثر، فهم يقتحمون خصوصياتنا دون مبرر بأسئلة غير مناسبة ومحرجه، ورغبتهم بمعرفة أسرار حياة الإنسان بأدقِّ تفاصيلها، والتدخل في أمور حياتهم دون مبرر وتضخيم ما يتلقفونه من معلومات.. الفضوليون جزء من منظومة المجتمع، والإنسان الحكيم يعرف كيف يتعامل مع هذه الفئة ومعرفة فن التعامل معهم، شخصيا أري صد الفضولي وعدم إتاحة الفرصة لطرح الأسئلة وعدم إعطاء الإنسان الفضولي الانتباه، بل بصده بشتى الطرق، كذلك إظهار عدم الرغبة في التحدث، ولربما يدرك وضعه ويتوقف عن إقحام نفسه في الأمور الشخصية.

«إن الأسئلة التي لا تجد الإجابة عنها تظل هائمة في النفس كالأرواح المعذبة» بحسب توفيق الحكيم.

حين تلتقي مع إنسان لأول مرة تجنب الأسئلة الشخصية التي تعطي انطباعا عنك إنك إنسان فضولي وفوضوي، ولا تحسن التعامل مع الموقف، من غير المعقول أن تطرح الأسئلة الشخصية، وهذا يدل كذلك على عدم اللباقة وبعد النظر، لغة الجسد هي اللغة التي تمنحنا الكثير من المعلومات المفيدة حول ما يدور في رأس الإنسان الذي تجالسه دون أن تطرح تلك الأسئلة المحرجة.

لغة الجسد تشكل 55% إلى 90% من وسائل التواصل بين الناس، وليس صعبا لأولئك الذين يطرحون الأسئلة المحرجة أن يعرفوا لغة الجسد، ويرضون أنفسهم ويكبحون فضولهم.