يوما: كيف تضع من قدر أبى نواس، وهو الذي يقول:
إذا نحن أثنينا عليك بصالحٍ فأنتَ الذی نثنى وفوق الذي نُثني
وإنجرت الألفاظ منا بمدحة لغيرك إنسانا فأنت الذي نعنِى
فقال العتابی: هذا سرقه!، قال: ممن؟، قال: من أبی دهبل الجمحی،
حيث يقول:
إذا يقال لبعضهم: نعم الفتى فابن المغيرة ذلك النعم
عقم النساء فلا يجئن بمثله إن النساء بمثله عقم
فقال: لقد أحسن في قوله:
فتمشت فى مفاصلهم كتمشى البرء فى السقم
قال: سرقة أيضا! قال: ممن؟ قال: من سوسة الفقعسىّ، حيث يقول:
إذا ما سقيم حل عنها وكاءها تصعد فيه برءها وتصوبا
وإن خالطت منه الحشی خلت أنه على سالف الأيام لم يبق موهبا
قال: فقد أحسن فى قوله:
وما خلقت إلا لبذل أكفهم وأقدامهم إلا لأعواد منبر
قال: قد سرقه أيضا، قال ممن؟ قال: من مروان بن أبي حفصة، حيث يقول: وما خلقت إلا لبذل أكفهم وألسنهم إلا لتحبير منطق
فسكت الراوية، ولو أتى بشعره كله لقال: سرقه!.