توقف الرئيس الأمريكي، جو بايدن، في محل للآيسكريم أثناء زيارة له إلى مدينة لا كروس بولاية ويسكونسن الثلاثاء 29 يونيو 2021، بعد إلقائه خطابا حول البنية التحتية، وفي اليوم ذاته حصد أكثر من صاروخ باليستي 13 مدنيا في مدينة مأرب اليمنية منهم طفلان، ومع مراعاة فارق التوقيت بين اليمن والولايات المتحدة الأمريكية المقدر بـ«ثمان ساعات».

قد يقول البعض إن بايدن مبتهج بعد جملة الضربات التي شنها البنتاغون على الحدود السورية العراقية، لكن ما جدوى ذلك وقد تم الرد الفوري في الجغرافيا اليمنية، بل على العكس فقد استهدفت القواعد الأمريكية مسبقا.

مؤكد بأننا في اليمن نتناول الآيسكريم بنكهة الدم، وأطفالنا لا يتناولون الآيسكريم بقدر ما أصبحت الصواريخ الباليستية والطائرات المفخخة تتناولهم بشكل دوري. واعجباه، الآيسكريم في منطقتنا العربية «شرق أوسطية» لديه نكهات عديدة:

1/نكهة الاضطرابات السياسية والأمنية بالعراق.

2/نكهة الضغوط السياسية والاقتصادية بلبنان.

3/نكهة الديكتاتورية القمعية في سورية.

4/ نكهة الدماء التي تسكبها الميليشيات العملية في اليمن.

5/ نكهة البرنامج النووي الإيراني لها مذاق فريد، وينبع ذلك من أنها بلد المنشأ، وصاحبة العلامة التجارية الحصرية، والمسجلة لأنواع النكهات الأخرى بالشرق الأوسط..

هل يا ترى عندما تناول بايدن الآيسكريم فطن إلى أن سياساته بالشرق الأوسط بدأت تغض الطرف عن الأتوقراطية، والثيوقراطية، وانتهاكاتها لحقوق الإنسان في اليمن، وإلا لماذا تم نعت كسب الأرض بكلفة الدماء على أنه شرعية.

هل يا ترى يعلم بايدن بأن المواطن اليمني لم يعد يمتلك ثمن وجبة طعام واحدة في اليوم، فما بالكم بثمن حلوى آيسكريم.

هل يا ترى يعلم بايدن بأن لا أحد يمكنه التعبير عن رأيه بحرية من داخل اليمن لأن ذلك فيه نهاية محتومة أقلها الاعتقال، وأكبرها التصفية الجسدية.

لقد دفع بايدن بضعة دولارات مقابل الآيسكريم الذي تناوله، ونحن في اليمن ندفع فاتورة يومية قيمتها عمر جيل كامل، ومستقبل بلد عن بكرة أبيه، وليس بمعزل عن البحث عن مخرج يحمينا من القناصة والقذائف والصواريخ الباليستية والطيران المفخخ.

كل المؤشرات تؤكد بأن إدارة بايدن تدعم التعددية الجغرافية في الشرق الأوسط، ومنها اليمن، وتخالف إستراتيجيتها السابقة في أولويات محاربة الدول التي تدعم الإرهاب إلا إذا كانت إيران ووكلائها ليست إرهابية، والدليل رفع جماعة الحوثي من قائمة الإرهاب، وتسريبات عن رفع العقوبات عن إيران (أفراد، وكيانات، ووكلاء).

آيسكريم بايدن كشف لنا أن سياسة ريجين «دعم عدو العدو» لا محل لها من الإعراب في الشرق الأوسط، نظرا لأن عدو الحكومة اليمنية المعترف بها شرعيا لم يعد عدوا لأمريكا بل يعترف بشرعيته.

تهديد وضع الرخاء والحرية والسلام في اليمن واضح كوضوح الشمس، وما من تفسير منطقي لتناقضات وسياسات الولايات المتحدة الأمريكية في اليمن والشرق الأوسط إلا أن إدارة بايدن مقتنعة بأن أي مجابهة مع إيران في الشرق الأوسط فإن نتيجتها أن أمريكا لن تنتصر، وماذا يا ترى فاعلة الولايات المتحدة الأمريكية مع الصين وروسيا في قادم المستقبل.