بينما ترسّخ مفهوم الولادة القيصرية للجنين ذي الوضعية المقعدية، وأنه ليس بالإمكان أن تتم ولادته بالطريقة الطبيعية، وأوضحت استشارية طب الأمومة والأجنة وتخصص أشعة تشوهات الأجنة وحالات الحمل الحرجة الدكتورة سحر عبدالغني أنه يجب على الطبيب أن يعطي فرصة للطفل أن يحول وضعيته، وإذا كانت الفرصة ضعيفة يتدخل -بطريقة خارجية- حتى لا تحرم الأم حق الولادة الطبيعية.

تعدد الخيارات

وأشارت عبدالغني في تقرير نشرته في المجلة الطبية السعودية أن وجود الطفل بشكل مقعدي في الشهر التاسع يصل إلى نسبة 5%، وفي السنوات الأخيرة حدث انحسار للولادة المقعدية المهبلية وحلّت مكانها القيصرية كخيار آمن لهذه الحالات.

وتابعت «بعض الحالات ليس لديها القدرة المالية لتكاليف الولادة القيصرية وهناك مناطق في العالم المنشآت الطبية والرعاية الطبية قليلة، فلا يمكن حرمان الأم من خيار الولادة الطبيعية حتى وإن كان الجنين في الوضعية المقعدية».

كذلك القيصريات المتكررة تسبب مشاكل مثل الالتصاقات وتحديد النسل للسيدات اللواتي يرغبن في أنجاب عدد أكبر من الأبناء، وفقدان الرحم والمشيمة المتخلخلة وغيرها.

وللأسف يكون عدم وجود أطباء مؤهلين ومدربين سببا للقيام بقيصريات ليست ضرورية.

غياب التدريب

أكدت عبدالغني أن التدريب على التعامل مع مثل هذه الحالات للأسف أصبح شبه غائب، كذلك ثقافة الحامل مهمة في اختيار الطريقة التي ترغبها، وكثير من السيدات ترسخت لديهن فكرة استحالة الولادة الطبيعية لأن وضع جنينها بالوضع المقعدي، وهنا يأتي دور الطبيب في تثقيف المريضة واستيعاب مخاوفها، وأكدت أنه يجب أن يكون هناك أطباء نساء وتوليد متدربون بشكل كاف على توليد الجنين المقعدي بطريقة طبيعية، لأن موافقة ورغبة المريضة ليست كافية إن لم يوجد طبيب يستطيع أن يتعامل مع مثل هذه الحالات، وقالت عبدالغني هناك أطباء يرفضون رفضا قاطعا توليد المريضة طبيعيا في حال كان الطفل مقعديا.

وعليه أوضحت «يجب علينا كأطباء مختصين أن نقوم بتدريب أكبر عدد من الجيل الصاعد من الأطباء والكادر الطبي للتعامل مع مثل هذه الحالات، لأن الولادة المقعدية المهبلية لها خطوات وليس كل طبيب ملم بها دون تدريب مسبق، كما أن قلة ممارستها تنسي الطبيب كيفية التوليد بهذه الطريقة».

شروط الولادة المهبلية للطفل المقعدي

الأم:

ينبغي أن تكون الأم راغبة في الولادة المهبلية في حال كان الجنين مقعديا.

- صحة الأم مثل عدم وجود زيادة كبيرة في الوزن أو مشاكل في السكر والضغط

-خلو الرحم من المشكلات أو التشوهات أو الالتهابات النشطة

الجنين:

متماثل النمو- خالٍ من التشوهات-

أن يكون السائل حول الجنين كافيا- وأن تكون المشيمة في الوضع الطبيعي-

وزن الطفل مهم في مسألة الولادة المقعدية المهبلية بحيث لا يتجاوز وزنه 3.9 كجم على أكثر تقدير.

الطبيب:

أن يكون الطبيب والفريق الطبي متدربا بشكل كاف للتعامل مع الولادة المهبلية المقعدية.