أكد المتخصص في البيئة خبير إدارة الموارد الطبيعية الدكتور سامي بن محمد البريه، أن منطقة القصيم تعد من أهم مناطق المملكة من حيث الموقع الجغرافي، فهي تقع في وسط الجزء الشمالي من البلاد يحدها من الشمال منطقة حائل ومن الشرق المنطقة الشرقية، ومن الجنوب منطقة الرياض، ومن الغرب منطقة المدينة المنورة، وتتألف القصيم بشكل أساسي من أرض مسطحة أو متموجة تموجًا بسيطًا تنتشر فيها نتوءات الجبال الصخرية المحلية، ويتراوح ارتفاع المنطقة كلها ما عدا النتوءات الجبلية من 600 متر في الشرق إلى 900 متر في الغرب أما ارتفاع الجبال فيتراوح من 1100 متر إلى 1300 متر، أما بالنسبة للمنطقة الزراعية فهي تنقسم إلى منطقتين متميزتين أولهما الجزء الشرقي من المنطقة الذي يقع فوق خزانات المياه الجوفية الرئيسية وهذه هي المنطقة الصالحة للزراعة، أما المنطقة الزراعية التقليدية الثانية فهي الجزء الغربي الذي يتكون من الدرع العربي، وهذه منطقة رعوية مشهورة بينما المناطق الصحراوية الرملية في القصيم محدودة، وتقع في أقصى شرق وشمال المنطقة.

جذب سياحي

وقال البريه: يطلق على منطقة القصيم «سلة غذاء المملكة» بسبب وجود الأراضي الزراعية الخصبة في المنطقة فهي تحتوي على معظم المحاصيل الزراعية التي تشتهر بجودتها، وبفضل خصوبة تربتها، يمكن زراعة مجموعة متنوعة من المحاصيل، بما في ذلك القمح والتمور والفواكه والخضروات التي تُباع في جميع أنحاء المملكة. كما تنظم منطقة القصيم مهرجانات سنوية للمنتجات الزراعية المهمة يرتادها الكثير من المتسوقين من دول مجلس التعاون الخليجي، ومنها على سبيل المثال مهرجانات التمور، والفراولة والعنب واليقطين والرمان أيضًا سوق الحمضيات وغيرها من المهرجانات، كل ذلك يسهم في دعم مستهدفات رؤية 2030 التي تهدف الى ان تكون المملكة سندا اقتصاديا يدعم التوجه نحو تنوع مصادر الدخل، كما تشتهر المنطقة بالمزارع والبساتين التي تجذب عشاق الطبيعة والمهتمين بالبيئة، بالإضافة إلى كونها منطقة جذب سياحي بيئي لكثير من زوار المملكة.

عرض وطلب

وتحتل المملكة المرتبة الاولى عالميًا في إنتاج التمور، مما يمثل 25% من نسبة الإنتاج العالمي. ونجحت القصيم في السنوات الماضية في إيصال منتجاتها من التمور إلى العديد من منافذ البيع في دول العالم، فهي تعتبر من أهم المنافذ التسويقية للمزارعين، فقد بلغ عدد المزارعين بالمنطقة 12 ألف مزارع، وذلك بحسب إحصائية حديثة لفرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بالمنطقة، حيث يسهمون في مضاعفة إنتاج التمور والمحاصيل الأخرى، فقد أصبح مزارعو المنطقة متابعون باهتمام لمدى توازن العرض والطلب في جميع أسواق المنتجات الزراعية بالمنطقة وحل أي معوقات تواجههم لتسويق منتجاتهم الزراعية، إلى جانب سد حاجة مناطق المملكة المجاورة لمثل هذه المحاصيل الزراعية المتميزة.

الاستزراع السمكي

ومع بداية الاستزراع المائي في المملكة بداية الثمانينيات، اعتبرت أول الطرق إنشاء مركز أبحاث متخصص للاستزراع المائي في جدة، وركز المركز في دراسته عن البحث في الأنواع الاقتصادية والمناسبة للاستزراع في البيئة المحلية، وتعد القصيم من أوائل المناطق التي بدأت في الاستزراع المائي، فهناك عشرات المزارع من الأسماك وسط صحراء نجد، فالقصيم تنتج عبر الاستزراع المائي الداخلي في منطقة القصيم ما يقارب ثلث إنتاج المملكة بأكثر من 2000 طن في كل عام من الأسماك. وتقوم بتصديرها إلى جميع مناطق المملكة بما فيها المناطق الساحلية، كما يستفيد المزارعون من مياه بركة الأسماك في ري النباتات والخضرة في المزارع. وأسهمت منطقة القصيم بإنتاج أسماك البلطي Tilapia والمبروك Carp بالإضافة لأسماك الزينة حيث تقوم بعض المزارع بتربية وإنتاج أكثر من 70 نوعًا من أسماك الزينة، تقوم بتسويقها في جميع مناطق المملكة، وتخطى الأمر السوق المحلية الغى التصدير للخارج حيث يتم تصدير أسماك الزينة ذات المواصفات والجودة العالية إلى دول الخليج العربي كالكويت والبحرين وقطر والإمارات العربية المتحدة وكذلك بعض الدول العربية.

إقراض المشاريع

وبالنسبة لإنتاج لحوم الدواجن فإن القصيم تسهم إسهامًا فعالًا في الاقتصاديات الزراعية فقد بلغ عدد مشاريع الدواجن المرخص لها 40 مشروعًا في مختلف محافظات القصيم كما أن المنطقة انتجت 384 مليون بيضة، خلال عام 2018 حيث تضم المنطقة أكبر الشركات في قطاع الدواجن في العالم إذ تنتج أكثر من مليون دجاجة ومليون ونصف بيضة يوميًا. مما يسهم في تحقيق استراتيجية الأمن الغذائي، وإيجاد فرص العمل للشباب والشابات في المنطقة.

وتنتج القصيم نحو 812 مليون بيضة من إجمالي إنتاج المملكة البالغ نحو 3،995،925 بيضة، وقدّم صندوق التنمية الزراعية 17 قرضًا لمشاريع الدواجن بقيمة تجاوزت 377 مليون ريال، وذلك حتى نهاية الربع الثالث من عام 2020، في حين بلغت مشاريع الدواجن التي مولّها الصندوق في 2019، 37 مشروعًا بقيمة إجمالية نحو 419 مليون ريال.

وحصل قطاع الدواجن منذ تأسيس الصندوق على النصيب الأعلى في عمليات إقراض المشاريع المتخصصة، حيث بلغت عدد القروض المقدمة لهذا القطاع 1321 قرضًا، تمثل نسبة

25 % من إجمالي عدد المشاريع الزراعية المعتمدة، وتم تمويلها بقيمة إجمالية لنحو 5453 مليون ريال، تمثل 35 % من إجمالي قيمة القروض المقدمة للمشاريع الزراعية المتخصصة.

كفاءة الإنتاج

واستهدفت إستراتيجية الصندوق (2016 - 2020) عدة قطاعات زراعية رئيسة، من ضمنها الدجاج اللاحم، وذلك لتحقيق كفاءة في الإنتاج والمساهمة في رفع نسب الاكتفاء الذاتي وتفعيل مفهوم الزراعة المستدامة، بحيث هدفت إلى المساهمة في رفع نسبة الاكتفاء الذاتي من الدجاج اللاحم إلى 60 % في 2020، ويسعى الصندوق وعبر إستراتيجيته الجديدة (2021 - 2025) التي أطلقها مؤخرًا ووفقًا للأهداف الإستراتيجية الزراعية الوطنية، إلى المساهمة في نمو إنتاج الدجاج اللاحم 415 ألف طن، حيث بلغ 947 ألف طن في عام 2020 ليصل إلى 1362 ألف طن في عام 2025 بهدف رفع نسبة الاكتفاء الذاتي إلى 80 % بحلول 2025.

وتعد مشاريع الدواجن من أبرز المشاريع الزراعية المتخصصة ومن القطاعات الرئيسة التي يدعمها ويمولها صندوق التنمية الزراعية، ضمن أهدافه الإستراتيجية المتمثلة في المساهمة في تعزيز الأمن الغذائي مع الحفاظ على الموارد الطبيعية، ودعم كفاءة استخدام الموارد وتشجيع استخدام التقنيات الحديثة، حيث يهدف الصندوق إلى زيادة الدعم لمشاريع الدواجن اللاحم لرفع نسبة الاكتفاء الذاتي من خلال تشجيع المزارعين على استخدام التقنيات الحديثة باستخدام الأقفاص لزيادة الإنتاج.

المنتجات الزراعية

1،225،227 طنًا

94،923 هكتارا من المزارع

8 ملايين نخلة

2.382.000 نخلة تستعد لضخ إنتاجها

163503 أطنان من الخضار

109.858 طنًا من الفواكه

106.827 طنًا إنتاج البيوت البلاستيكية

من أهداف صندوق التنمية الزراعية 2021 - 2025

نمو إنتاج الدجاج اللاحم 415 ألف طن

947 ألف طن في عام 2020

1362 ألف طن في 2025

رفع نسبة الاكتفاء الذاتي إلى 80 % بحلول 2025