منتجات وفصائل
وللأسف وعلى الرغم من وجود مراكز البحث والتطوير التابعة لوزارة الزراعة والجامعات، فإن دورها ما زال محدودا جدا في جلب منتجات وفصائل متميزة من الخضار والفواكه ودورها محدود في توطينها، وقد أبدع المزارعون الأفراد في نقل وتوطين عدد كبير منها، ونحن نشهد يوما بعد يوم نجاح زراعة منتجات يعرف عنها العيش والإنتاج في بيئات عالمية مختلفة، ولم يكن في خلد وقناعة كثير من خبراء الزراعة أن يقوموا حتى بالتجربة. كما أن تقنية البيوت المحمية جعلت من المستحيل ممكنا ومجالا واسعا لجلب منتجات زراعية نستوردها وندفع مقابلها ثمنا مرتفعا وأموالا طائلة.
توعية وترشيد
ولعل هناك توعية وترشيدا ودورا فاعلا من قبل الجمعيات والجامعات وحتى اللجان الزراعية بالغرف التجارية في ضرورة اختيار المنتجات ذات القيمة العالية والاستهلاك المنخفض للمياه، والتي يمكن أن نحقق في زراعتها أرباحا وقيمة مضافة. وهناك تجارب وطنية رائدة في هذا المجال، ولعلي أضرب مثلا اطلعت على أهميته يوماً ما ففي عام 1991م كنت في مدينة تورونتو بكندا، ودعيت لمناسبة عشاء عند أحد الإخوة العرب المستوطنين في كندا، وكان لديه مصنع أدوية ولديه منتجات يستخلصها من نباتات طبيعية، فتحدث عن أفضل أنواع الحبة السوداء والذي تبلغ قيمة الكيلو منه أكثر من 50 دولارا في ذلك الوقت، وذكر أن أفضل أنواع الحبة السوداء «السميراء» يأتي من منطقة تسمى «الشماسية» في المملكة العربية السعودية.
إبداع وتنوع
ولعلي في هذه المقالة أدعو وزير البيئة والمياه والزراعة، وقد اجتمع في حقيبته وتحت قيادته مثلث البيئة والمياه والزراعة إلى أن يرفع من مستوى الإبداع والتنوع في هذه المنتجات الزراعية ذات القيمة العالية ويدعم المبدعين ويشجع على إنشاء حاضنات الأعمال والإبداع الزراعية ويخصص لها ميزانيات أو يصرف جزءا من ميزانيات مراكز الأبحاث للمبدعين من المزارعين والمختصين من خريجي كليات الزراعة العاطلين الذين لديهم حب التجربة والمخاطرة ولديهم مقترحات تطويرية متميزة ويشجع على إقامة الندوات والمؤتمرات الزراعية لنقل التجارب والخبرات بين أبناء الوطن وجلب التقنيات الحديثة والمنتجات عالية القيمة لهذا الوطن المعطاء.
* عضو مجلس إدارة غرفة القصيم
الدكتور سليمان بن عبد الله المهنا أبا الخيل