مع اندلاع حركة «طالبان» في شمال أفغانستان - المعقل التقليدي لأمراء الحرب المتحالفين مع الولايات المتحدة والمنطقة التي تهيمن عليها الأقليات العرقية في البلاد - تفر آلاف العائلات مثل «سكينة» من منازلها، خوفا من العيش تحت حكم المتمردين.

«سكينة» فتاة أفغانية، تبلغ من العمر 12 عاما، سارت مع أسرتها 10 أيام، بعد أن استولت «طالبان» على قريتها في شمال أفغانستان، وحرقت مدرستها المحلية، وهم الآن بين نحو 50 عائلة تعيش في مخيم مؤقت بقطعة أرض صخرية على حافة مدينة «مزار الشريف» الشمالية، في خيام بلاستيكية تحت حرارة شديدة، تصل إلى 44 درجة مئوية (110 درجات فهرنهايت) في منتصف النهار.

ففي الأيام الـ15 الماضية، أدى تقدم «طالبان» إلى نزوح أكثر من 5600 أسرة من منازلهم، معظمهم في المناطق الشمالية من البلاد، وفقا لوزارة اللاجئين والإعادة إلى الوطن التابعة للحكومة.

قسوة طالبان

نقل آلاف الفارين من شمال أفغانستان معاناتهم والصورة الحقيقية لـ«طالبان» في معسكر الاستقلال، حيث تحدثت عائلة بعد عائلة عن قادة «طالبان» الذين استخدموا أساليب قاسية عندما اجتاحوا بلداتهم وقراهم، مما أثار الشكوك بين الكثيرين حول وعودهم المستمرة وسط المفاوضات بأنهم لن يكرروا حكمهم القاسي في الماضي.

وفي المناطق التي تسيطر عليها، فرضت «طالبان» الرسوم والضرائب الخاصة بها. قال أشور علي، سائق شاحنة، لوكالة «أسوشيتيد برس» إنه يدفع لـ«طالبان» 12 ألف أفغاني (147 دولارا) مقابل كل حمولة من الفحم يجلبها من منطقة تسيطر عليها «طالبان» في مقاطعة «سامانغان» المجاورة إلى «مزار الشريف»، مما يعادل أكثر من نصف ما يحققه من كل شحنة.

نصر عسكري

يقال إن اتفاق فبراير 2020، الذي وقعته «طالبان» مع الولايات المتحدة، يمنع المتمردين من الاستيلاء على عواصم المقاطعات. ومع ذلك، فإن اثنتين منها - «قندهار» في الجنوب و«بادغيس» في الشمال - تحت حصارها.

وقالت وزارة الداخلية، في نهاية الأسبوع: «بالعاصمة (كابول) حيث يخشى الكثير هجوم «طالبان» في نهاية المطاف، تم تركيب نظام دفاع صاروخي». ولم يقدم بيان الوزارة أي تفاصيل عن أصله أو تكلفته.

وحذرت الولايات المتحدة وروسيا والصين، وحتى باكستان المجاورة لأفغانستان، «طالبان» من محاولة تحقيق نصر عسكري، مؤكدة أنهم سيكونون منبوذين دوليا.