قبل أقل من أسبوع على عيد الأضحى، قفزت أسعار الأضاحي بشكل جنوني، حيث وصلت إلى 1800 ريال، وسط توقعات بأن تتجاوز 2000 ريال ليلة ويوم العيد؛ إذ يستغل وافدون وباعة محليون الموسم لرفع الأسعار بشكل كبير على المستهلكين المضطرين لذبح الأضحية.

ورصدت «الوطن» عددا من مواقع بيع الأغنام، حيث تبدأ الأسعار من 1200 ريال للأحجام الصغيرة، وتصل إلى 1800 ريال في بعض الأحجام الكبيرة من الأنواع المحلية كالنجدي والحري والنعيمي. بينما ينخفض السعر في النوع المستورد كالروماني والسواكني.

أسعار فلكية

وذكر المواطن مشبب آل مدره «مستثمر» أنه تفاجأ بالأرقام الجنونية التي وصلت لها أسعار الأضاحي هذا العام، حيث لم يتوقع وصول السعر إلى 2000 ريال للأحجام المتوسطة التي كانت لا تتجاوز 1500 في المواسم السابقة، مؤكدًا أن الارتفاع ليس من صالح المستثمر ولا البائع ولا المستهلك أو المضحي، مشيرًا إلى أنه حتى النوع المستورد لحق به الارتفاع وأن بعض السكان لن يستطيعوا شراء الأضحية في ظل هذا الأسعار العالية.

انخفاض المعروض

وعن الأسباب التي رفعت الأسعار، قال إن انخفاض كميات المواشي في الأسواق لها دور كبير، إضافة لارتفاع أسعار الشعير والأعلاف وارتفاع تكاليف مصاريف المربين للماشية، مشيرا إلى أن إحدى شركات الأعلاف رفعت سعر المكعب بمقدار 17 ريالا دفعة واحدة وقفز سعره من 73 إلى 90 ريالاً وكذلك ارتفع سعر الشعير من 53 إلى 65 ريالاً، مؤكدًا أنه إذا ارتفعت المصاريف على المربين سيتبعه ارتفاع للأسعار، خاصة أنهم يعانون في التربية والمصاريف والأدوية وموت بعض المواشي أثناء التربية. لافتًا إلى أن المربين السعوديين يعانون من الارتفاعات وطالبوا مرارًا بخفض أسعار الأعلاف ودعمها ومراجعة أسعارها ووضع الحلول اللازمة لها، حيث يحجم كثيرون عن الشراء وتناول اللحوم في ظل هذا الغلاء.

سيطرة العمالة

وأضاف آل مدره أن هناك سيطرة للعمالة على الأسواق مما ساهم في رفع الأسعار رغم رقابة الجهات المختصة التي تلاحقهم وقضت على تواجدهم في الأسواق المركزية الكبيرة لكنهم يتواجدون حاليًا في المزادات على أطراف المدن، وفي أسواق المحافظات الصغيرة، مضيفًا أن بعض المواطنين يساعدونهم في هذا التستر، حيث يضعون لهم أحواشًا ويزودونهم بسيارات متهالكة ويطلبون منهم المزايدات في الحراج مما يرفع الأسعار على المواطنين.

تطبيقات البيع

وأشار عدد من أصحاب المواشي إلى أن تطبيقات بيع اللحوم هي الأخرى ساهمت في ارتفاع الأسعار بشكل جنوني رغم أنها تشهد غشًا وتدليسًا على المستهلكين، وتتستر خلف أسماء سعودية، بينما يديرها وافدون يستغلون الذبح والتغليف خلف الأسوار ويغشون المستهلكين بذبح مواشٍ مريضة وهزيلة، وآخرون يذبحون المستوردة ويبيعونها على أنها بلدي، ومع ذلك يرفعون الأسعار بشكل كبير، مشيرًا إلى أهمية الرقابة على هذه الأنشطة وإخراج الوافدين من هذا النشاط التجاري المهم الذي يلامس حياة المواطنين ويرتبط بسلامتهم وصحتهم.