يسر الله تعالى لي الكتابة في هذه الصحيفة صحيفة «الوطن»، لسنوات طويلة، بدأت بكتابة عدة حلقات تتضمن الإجابة بالدليل والبرهان عن شبهات أهل الغلو ضد بلادنا المملكة العربية السعودية، وقد صدر ذلك في كتاب مستقل أصدرته الصحيفة تحت عنوان (كشف شبهات الإرهاب)، ثم بعد ذلك كتابة حلقات عن الأسس التي تقوم عليها الفتن والطريقة المثلى للوقاية منها، ثم الكتابة عن حلقات حول دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب إلى التوحيد الخالص، وكشف الشبهات وإزالة المفتريات عن تلك الدعوة المباركة.

ثم بعد ذلك كتابة مقالات أسبوعية، بلغت 300 مقال، وقد كان عمود فقار تلك المقالات، ثلاثة موضوعات هي: (العقيدة والوطن والقيادة).

فالشكر لله تعالى ثم للدكتور عثمان الصيني رئيس تحرير صحيفة «الوطن»، فهو الذي فتح لي هذه النافذة التي أطل من خلالها على القراء في المملكة وخارجها، وكان داعما ومشجعا لكل أمر فيه خدمة الدين والوطن.

إن كثيرا من الإعلاميين والمثقفين يكررون: شعار الرأي والرأي الآخر، لكن في الواقع لا يستمعون لرأي غير رأيهم، لكن الدكتور عثمان وإن لم يدّعي هذا الشعار، إلا أنه في الواقع يستمع للرأي والرأي الآخر، وإذا كان الرأي الآخر فيه مخالفة فإنه يجيب عنه بعلم وعدل، وتلك خصلة حميدة يعطيها الله من يشاء من عباده.

ومعلوم أن الاستماع للرأي الآخر لا يعني بالضرورة قبوله والموافقة عليه.

لقد عرفت في الدكتور عثمان صفات طيبة، وهو في نظري رجل دولة من الطراز الأول، عرفت ذلك منه من خلال مشاركة معه في ندوة فكرية في القصيم قبل أن يتولى إدارة صحيفة «الوطن»، ومن خلال التعامل معه بعد ذلك سنوات.

عندما كلمني الدكتور عثمان أول مرة لكتابة حلقات تجيب عن شبهات أهل الغلو، كان يؤكد على أهمية الدفاع عن الوطن بعلم واتزان، وقد قال لي آنذاك (إن واجب المؤسسات الصحفية، وواجب أهل العلم، تجاه دينهم ووطنهم وقيادتهم: كبير، وعلينا أن نعرض الحقيقة، وندمغ الباطل بالحجة والبرهان) وهي كلمات مباركات لا تخرج إلا من قلب محب لدينه ووطنه وقيادته.

فشكرا للدكتور عثمان الصيني رئيس تحرير صحيفة «الوطن»، وأسأل الله أن يكثر أمثاله في مؤسساتنا الإعلامية.

قلت ما تقدم عملا بقوله صلى الله عليه وسلم: «لا يَشكُرُ اللهَ مَن لا يَشكُرُ النَّاسَ».

وأقول: إذا كانت ظاهرة النقد والتجريح دون مسوغ: وقيعة بغير حق، فإن منح الامتياز والتقدير والدعاء لمن يستحقه: واجب شرعي، ومطلب وطني.