المجتمع لدينا في هذا الزمان، الذي اختلط فيه الحابل بالنابل والغث بالثمين، بدأ في التفكك بين الأقارب، بل بين الأسرة الواحدة الأخوة والأخوات وعائلة الرجل الواحد، فما أسباب التفكك الأسري؟.

من الأسباب، الغيبة والنميمة والكذب، والتدخل في شئون الأسرة من الغير، بدعوى كاذبة، ظاهرها العدل وإظهار الحق، وباطنها الفرقة والنخر بين أفراد الأسرة، وإبعادهم عن بعض، من أناس كعصيات السل التي تدخل في جسد الإنسان وتنهكه.

وأصبحت الأسرة متباعدة بسبب شياطين الإنس والجن «حسبي الله ونعم الوكيل»، مما يجعل أحد أفراد الأسرة أو المغرضين، يلتقط الزلة من أحد الأقارب، بل يقوم بتبهيرها والزيادة عليها، مما قد يتسبب في مشكلة أسرية تأخذ أمدا طويلا، بسبب كلمة لم يفهم معناها الشخص الآخر، وتطول المشكلة دون الإصلاح، مما يتسبب في عدم رفع أعمالهم، لعدم صلة الرحم والسلام على بعضهم البعض، قال، صلى الله عليه وسلم: «ثلاثة لا ترفع صلاتهم فوق رؤوسهم شبراً: رجل أمَّ قوماً وهم له كارهون، وامرأة باتت وزوجها عليها ساخط، وأخوان متصارمان،. وقال، صلى الله عليه وسلم: «تعرض الأعمال في كل اثنين وخميس فيغـفر الله عز وجـل لكل امريءٍ لا يشرك بالله شيئاً، إلا امرأً كانت بينه وبين أخيه شحناء، فـيقول: اتركـوا هذين حتى يصطلحا».

نفوس الناس تغيرت وأصبحوا يتدخلون فيما لا يعنيهم، ويبحثون عن الدواخل للأسر، وخاصة المجتمع النسوي لا يهمهم إلا ما قالت فلانة وعلانة، فأصبحت الأسر حتى وإن تزاورت، تكون زياراتهم خفيفة لا تنم عن ألفة ومحبة، والنبي، صلى الله عليه وسلم، يقول: «الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف».

والغيرة والحسد هما أحد مسببات تفكك الأسر وعدم تواصلها مع بعض. مع إن التعاليم الإسلامية تؤكد على نشر الخير وتعزيزه في المجتمع المسلم، وتبث روح التسامح والمودة بين أفراده رجالاً ونساء، كما تعد نظافة القلوب ونقاء النفوس من كمال الإيمان، وبزوالهما يزول الخصام والحقد والحسد والغيرة. ولا شك أن هناك من يتدخل مع بعض الأطراف، يظن أنه صاحب حق ومظلوم، ويدعمه ضد الطرف الآخر، مما يوسع دائرة الخلاف بين الأسرة الواحدة والأخوة والأخوات.

فنصيحتي لمن يريد الإصلاح بين الأسر، أن يسمع من الجميع، ويتدخل بنية الإصلاح، أو لا يتدخل، حتى لا يشمله الإثم، ويكون سببا لزيادة هذا التباعد. هذه إشكالية اجتماعية تحتاج إلى دراسة مستفيضة وتثقيفا للمجتمع، حتى لا تحصل الفرقة والتباعد بين الأخوة والأخوات والأسرة الواحدة. ‫