نجح الاتحاد الدولي (الفيفا) في تأسيس اتحاد يُعنى بالتاريخ والإحصاء سُمي «الاتحاد الدولي للتاريخ والإحصاء (iffhs)»، ولد في عام 1986 يهتم بتصنيف الأندية والمنتخبات واللاعبين وتسجيل إنجازاتهم وبطولاتهم، كما يقوم بإصدار تقرير شهري عن أقوى الدوريات في العالم وترتيبها وتصنيفها وفق المعايير العلمية والضوابط المهنية تراعي أصول البحث العلمي في المنهج التاريخي والإحصائي بما يضمن دقة المعلومة وتوثيقها من مصادرها الأولية، مشروع الاتحاد الدولي للفيفا مع (IFFHS) تجربة علمية ناجحة أثبتت فعالياتها وجدواها العملية وأهميتها المعيارية، وبالتالي تستحق التعميم والاستفادة منها في منظومتنا الرياضية لضمان توثيق المعلومة الرياضية وحفظها في الأوعية التاريخية والبطون الإحصائية، وربما أن مؤسستنا الرياضية وتحديداً الاتحاد السعودي لكرة القدم ما زال يعاني من غياب المعلومة التاريخية في أروقتها وعدم وجود اتحاد رياضي متخصص يرصد ويوثق ويحفظ المعلومات الرياضية وأرشيفها لتبقى نافذة يطل من خلالها المتلقي على معطيات ومنجزات وإنجازات اللاعبين والأندية حتى المنتخبات الوطنية، فواقعنا الحالي يؤكد إصابتها بترهل في ساحة التاريخ الرياضي لغياب التوثيق العلمي الرصين واستخدام أساليب المنهج التاريخي البحثي الذي يضبط المعلومة ويرصد الحقيقة ويسلخ السجال التاريخي غير المجدي كما حدث على سبيل المثال الجدل الواسع حول تصفيات المناطق التي صنفها البعض على أنها بطولة، والأكيد أنها جزء من مرحلة في مشوار البطولة، فضلاً عن السجال التاريخي حول قضايا التأسيس. والرموز الريادية وتأسيس بعض الأندية وصاحب لقب الأولوية ممن جمع لقبي الموسم وأحداث رياضية سابقة كنا نقرأ عنها، وقد تحولت في ساحة التراشق والجدل والتعقيبات بين أطراف مهتمة بالتاريخ الرياضي وأخرى تحاول ترسيخ معلومة خطأ لإثبات الحقائق وكل هذه المعلومات التاريخية سجلت غياباً معتاداً للمرجعية الرياضية الرسمية في ساحة الإيضاح وتبيان الحقائق، بعكس ما يحدث في معظم الدول المتحضرة وحفظ المعلومة التاريخية في أوعية علمية وتحليل الأحداث والموضوعات وفق مناهج البحث التاريخي بما يضمن سرعة الوصول إليها، وأمام هذا ألم يئن الأوان لإنشاء (اتحاد رياضي) يُعنى بشؤون التاريخ والإحصاء في مؤسستنا الرياضية مدعماً بالمتخصصين والباحثين المؤهلين لحفظ التاريخ الرياضي بآلية علمية بعيدة عن الاجتهاد.