الوطنية، ليست مجرد كلام إنشائي يتلى في المناسبات أو أمام الكاميرات، فالوطنية الحقيقية ليست كلمات ننثرها بين المارة، ولا صفحات نحبرها بكذبنا ونفاقنا، ولا تغريدات ترسم أقنعتنا الزائفة على البسطاء من المغردين، إننا لا نريد من ينطق باسم الوطنية المزورة في داخله، إنما نريد من يدفع دماءه من أجل حب الوطن بأفعاله.

وبكل وضوح وشفافية كما تعودت دائمًا أرى البعض ممن شاهدتهم يدعون الوطنية يهمسون في عقول الآخرين ويروجون لإشاعات عارية تمامًا من الصحة، يتحدثون عن الوضع الاقتصادي للمملكة في ظل أزمة وباء كورونا العالمي، يتحدثون عن صرح وهرم اقتصادي عالمي بكل جهل وعدم وعي، وبالرغم من ذلك وجب الرد على هؤلاء فهم الوباء الحقيقي الذي يجب التصدي له ومحارته. لم تنجو دولة بالعالم من التأثر بالجائحة التي أصابت العالم اقتصاديًّا وصحيًّا وتجاريًّا مما أدى إلى ركود عالمي وجاءت الضربات قوية لدى أصحاب الدول القوية اقتصاديًّا، ولكن هنا سأتحدث عن بعض التحديات التي واجهت المملكة وكيف تصدت لها، قياسًا ببعض العوامل مثل الاستقرار السياسي، والأطر والقواعد التنظيمية التي تضعها الحكومة لإدارة الشركات والرقابة عليها، وبيئة المخاطر واستقرار سلسلة التوريد والشفافية.

فبعد سلسلة من الإجراءات التي اتخذتها المملكة لاستيعاب آثار جائحة كورونا على الإيرادات النفطية والنشاط الاقتصادي، امتازت بالموازنة بين متطلبات زيادة الإنفاق وضمان الحفاظ على الاستقرار الكلي وما تحقق في الاستدامة المالية، مما أدى إلى تحسين الميزان التجاري وتعافي الأنشطة الاقتصادية سريعًا، كما أقرت المملكة حزمــة من الإجراءات من أجل التخفيــف مــن تداعيــات فيــروس كورونــا على منشــآت القطــاع الخــاص والمســتثمرين. وعلى المستوى الصحي للمواطن السعودي والمقيم بالمملكة والذي كان هو هو الشاغل الأوحد بتلك الفترة للحكومة حفاظًا على أبناء الشعب السعودي.

أضافت تجربة المملكة في مواجهة جائحة كورونا مفاهيم جديدة في إدارة الأزمات، وقدمت للعالم أنموذجًا في تعاملها مع تداعيات الموقف صحيًّا، واجتماعيًّا، واقتصاديًّا، متفردًا بقيمه الإنسانية فلم تفرق بين مواطن ووافد على ثراها، وإلى أبعد من ذلك امتدت جهود المملكة خارجيًّا لتساند بعض دول العالم.

كما اتبعت المملكة المنهج التكاملي لمنظومة العمل الحكومي والتطوعي، غايتها في المقام الأول الحفاظ على الصحة العامة وفق المعايير المعتمدة، إلى جانب دعم جهود الدول والمنظمات الدولية وبالأخص منظمة الصحة العالمية لوقف انتشار الفيروس ومحاصرته.

وكانت المملكة من أوائل دول العالم التي أدخلت المصل للوقاية من الفيروس لأبناء شعبها، وإلى وقتنا هذا تواصل وزارة الصحة بالمملكة تقديم جرعات التطعيم ضد فيروس كورونا المسجد مجانًا لجميع المواطنين والمقيمين.

وأخيرًا وإن كنت لا أريد الانتهاء، ولكن حتى لا نتشعب في متاهات الوجوه القبيحة، والنفوس المريضة، والقيم المسروقة، ومبادئ الغاية تبرر الوسيلة، والوطنية المزورة. لذا ينبغي تنمية الحس الوطني عند أجيالنا الجديدة فهي مسؤولية الجميع. حفظ الله المملكة وشعبها.