فقدنا قبل عدة أيام من شهر ذي الحجة صاحب الابتسامة التي لا تزال هي الصورة النمطية أو التي قد يذكرها من يعرفه عن ذلك الشيخ المحب أبوعثمان.

أسعد بن محمد الدايل من أين ابتدئ كلماتي وحروفي في شخصية ذلك الجار الصالح الخير، تعرفت على أبي عثمان أسعد الدايل في حينا في الرياض، وكان أول لقاء لنا في مسجد حارتنا في عام 1436هـ، كنت أرى همته وكفاحه رغم المعوقات التي تعتريه بين فينة وأخرى، رجل مقعد لا يملك إلا ذلك الكرسي الكهربائي المتنقل، الذي يحمل ذاك الجسد المثقل بالأوجاع والأمراض وغيرها مما ابتلي به.

كان أبوعثمان اسماً يتناقله ويعرفه الكثير من أهل حارتنا وغيرهم الكثير.

لا أستطيع أن أذكر ما قدم هذا الرجل من أمور إنسانية وتواصل خيري رغم ما يعانيه، فهو على الضد تماماً كان بأمس الحاجة لمن يقف بجانبه ويواسيه ويعينه في حاجاته، شرفت بالتقائي مع أبي عثمان، كنت أستمع له وهو يحدثني وأتناقش معه، كل من يعرفه يشرف بلقائه، فهناك مواقف كثيرة كانت لي مع ذلكم الصديق.

ومن الأشياء التي لا تزال عالقة في ذهني عندما أشرت عليه بالذهاب للعلاج، وأن هناك مراكز متخصصة لعلاجه، كان رده الصبر والاحتساب.

كان رحمه الله أيقونة زمانه في النشاط الاجتماعي والتواصل الفعال، فرجل فقد ابنه الوحيد في حادث مأساوي، ثم وقع عليه حادث فأقعده، فتوالت عليه الأمراض من كل صوب، ويبقى مبتسما مستسلماً لأقدار الله.

رحمك الله يا أبا عثمان ستبقى أيها الجار العزيز في قلوبنا، وسوف نصلك بدعواتنا أيها المبارك.