هي رسالة أقدمها لكل محبي الفلبين سواء سياح أو مقيمين ينتظرون أن تفتح الفلبين أبوابها لدخول الأجانب.

رسالتي تقول: الفلبين بلد جميل وعشنا فيه ومعه سنوات طوال عرفنا مداخله ومخارجه تعودنا عليه وتعود علينا، أصبح الشعب الفلبيني جزءًا منا وحياتنا، وعملنا اليومي، قضينا جميعًا هناك أيامًا جميلة وسنوات طويلة، نتنقل بين مدنه وجزره، وتعلمنا من الشعب الفلبيني الصبر والابتسامة رغم صعوبة الحياة والظروف القاسية، كل هذا وأكثر، ومن نكران الجميل أن أقول غير هذا.

بعض العرب في الفلبين منذ السبعينات أمضوا جل حياتهم في الفلبين يشعرون بالأمن والارتياح، تصاهروا معهم وكونوا العلاقات الأسرية الطيبة، وعلاقات المحبة والأخوة الصادقة.

الشعب الفلبيني بطبيعته شعب مرحب، يعشق الحياة ويحب الرياضة والموسيقى والتصوير، وغالبًا الشعوب التي تعيش بين المسطحات المائية المحيطات والشواطئ والأنهار، تكون شعوبًا هادئة مفعمة بالحيوية والنشاط.

كل هذا وجدناه في الفلبين ووجدنا سفارة المملكة العربية السعودية ملجأ لنا، تقف معنا تظللنا بظلالها الوارفة، وتحل كل مشاكلنا وقضايانا، لذا كانت الفلبين جميلة ولا تزال، وهي «الوردة» كما يطلق عليه محبوها، وردة لها رائحة زكية تجلب النحل، ولكن لكل نحل دبابير، ولكل وردة، أشواك، فاحذروا، فالفلبين ما قبل كورونا ليست الفلبين ما بعده.

ففي هذه الجائحة تكون العدالة حماية نفسك وهذا ليس جحودًا أو أنانية ولا نكرانًا للجميل، العالم كله يمر بظروف عصيبة، وتعلمون الفلبين بلد فقير وشعبه بسيط، لكن الجوع «كافر»، فمن وجهة نظري لو فتحت الفلبين أبوابها لدخول الأجانب، علينا جميعًا التريث، ربما نعذر من لديهم أسر هناك، أو تعطلت أعمالهم، ندعهم يتقدمون أولاً، ينقلون لنا الصورة والأوضاع على الأرض.

لا تعرف الفلبين جيدًا، لا تغامر فلن تجدها كما تركتها، كل شيء مغلق، فلم يعد لدى كثير من أبناء شعب الفلبين عمل ولا صبر، وقد غابت عنهم الابتسامة.

عامان من الإغلاق والبطالة والجوع، مؤخرًا ارتفعت نسب الجريمة، خاصة القتل والسرقة والاغتصاب، فلننتظر.

فالأمن هاجس كل مسافر، فإذا لم تكن متأكدًا ولا تعرف مستوى الأمن في بلد ما، فلا تسافر، لندع مساحة للخبراء والمضطرين للسفر، لنترك لسفارتنا هناك مجالاً، تنقل لنا الصورة ثم تقول لنا إن الفلبين عادت كما تركتموها.

المسافر لن يجد طعامًا، فكثير من المطاعم العربية هناك أغلقت أبوابها، لن يجد سكنًا مناسبًا، فكثير من الفنادق والشقق أغلقت. وأضيف، الفلبين تعاني من الجائحة وانتشار هذا الفيروس القاتل (كورونا)، الأرقام كبيرة والأعداد مخيفة، والمشافي تضع لوحات «لا يوجد سرير».

أنا سأنتظر فهل ستنتظر مثلي أم أن لك وجهة نظر أخرى؟.

الفلبين بلد جميل والصورة هي الصورة، شكلها من الخارج جميل، ولكن الجائحة شوهتها من الداخل، فالمخفي لن تراه من الصورة، وليست هي الوردة، ولن تكون هي الصورة التي تعرفون.

بعد كورونا تغير كل شيء، فاحذر لن تجد رائحة زكية، ولن تسلم من لسعات الدبابير وسترى الصورة.