شهد مطار كابول، الذي يعد الآن أحد الطرق القليلة للخروج من البلاد، أيامًا من الفوضى منذ دخول طالبان العاصمة في 15 أغسطس.

بدءا من إخلاء المدرج بمروحيات هجومية تحلق على ارتفاع منخفض، وسقوط العديد من الأفغان حتى لقوا حتفهم أثناء تعليقهم على جانب طائرة شحن عسكرية أمريكية، وبعض الضحايا السبعة الذين قتلوا في يوم واحد.

لذا حاولت القوات البريطانية والغربية بالعتاد القتالي الكامل السيطرة على الحشود الكبيرة، مع درجات حرارة تصل إلى 34 درجة مئوية (93 درجة فهرنهايت)، قام الجنود برش الماء على المتجمعين وإعطائهم المياه المعبأة، في حين حمّلت طالبان الولايات المتحدة مسؤولية الفوضى التي تسود عمليات إجلاء عشرات آلاف الأفغان والأجانب من العاصمة الأفغانية.

حوادث تدافع

واعترف الجيش البريطاني الأحد بمقتل سبعة مدنيين بين الحشود، ووقعت حوادث تدافع أخرى وإصابات ساحقة بين الحشود، خاصة وأن مقاتلي طالبان يطلقون النار في الهواء لإبعاد أولئك الذين يائسين من السفر إلى خارج البلاد.

فيما انتقد أمير خان متقي، رئيس مجلس التوجيه في طالبان، أمريكا بسبب الوضع في المطار في مقطع صوتي نُشر على الإنترنت يوم الأحد، ووصف تصرفات الولايات المتحدة بأنها «طغيان»، حتى مع قيام مقاتلي طالبان بضرب وإطلاق النار على من حاولوا الوصول إلى المطار خلال الأسبوع الماضي.

وقال: «كل أفغانستان آمنة، لكن المطار الذي يديره الأمريكيون به فوضى»، «يجب على الولايات المتحدة ألا تشوه سمعة نفسها، ولا يجب أن تحرج نفسها للعالم، وألا تعطي هذه العقلية لشعبنا بأن (طالبان) هم نوع من الأعداء».

دخول داعش

وتأتي الفوضى في مطار كابول في الوقت الذي أدى فيه تهديد جديد متصور من تنظيم الدولة الإسلامية في أفغانستان إلى قيام الطائرات العسكرية الأمريكية بهبوط سريع وهبوط قتالي في المطار.

وأطلقت طائرات أخرى قنابل مضيئة عند الإقلاع في محاولة للتشويش على صواريخ حرارية محتملة تستهدف الطائرات.

وحذّرت الولايات المتحدة من تهديدات أمنية في مطار كابول، حيث تسود فوضى عارمة، بينما قال الاتحاد الأوروبي إنه «من المستحيل» إجلاء جميع الذين هم عرضة لتهديدات حركة طالبان التي تعهدت باتباع نهج أكثر مرونة من ذاك الذي كان قائما إبان فترة حكمهم للبلاد بين عامي 1996 و2001.

لكن الأفغان المذعورين يواصلون مساعيهم للفرار، ما يعمق المأساة التي يشهدها مطار كابول، حيث عجزت الولايات المتحدة وحلفاؤها عن التعامل مع الأعداد الهائلة من الأشخاص الذين يحاولون الصعود في رحلات الإجلاء.

موعد مستحيل

وحددت الولايات المتحدة، التي يحاول آلاف من جنودها ضمان أمن المطار، 31 أغسطس موعدا لاستكمال عمليات الإجلاء.

لكن هناك عددا يصل إلى 15 ألف أمريكي وما بين خمسين وستين ألفا من الحلفاء الأفغان الذين يجب أن تشملهم عمليات الترحيل، حسب إدارة الرئيس جو بايدن، وهناك كثر آخرون يحاولون الهروب خوفا من القمع في ظل حكم طالبان.

ووصف الرئيس بايدن عمليات الإجلاء هذه بأنها «واحدة من أكبر وأصعب عمليات النقل الجوي في التاريخ»،

وما زاد من تعقيد الوضع تحذير أطلقته الحكومة الأمريكية إلى رعاياها بالابتعاد عن المطار بسبب «تهديدات أمنية».

ولم تذكر سببا محددا، لكن مسؤولا في البيت الأبيض قال في وقت لاحق إنه تم إطلاع بايدن على التهديدات الأمنية، بما في ذلك التهديدات من تنظيم داعش.