بسلّة من عطور عبق الورد الطائفي، وعسل رجال ألمع، وبن القهوة العربية المزروعة في جازان، قدمت «أرامكو» السعودية اعتذارها عن إلغاء الاجتماع السنوي للكتاب والمؤثرين الإعلاميين بسبب جائحة «كورونا المستجد».

وربما هي المرة الأولى منذ سنوات التي تضطر فيها أكبر شركة طاقة في العالم لإلغاء فعالية علاقات عامة مجدولة بهذا المستوى بسبب التحديات التي فرضتها الجائحة على منظمي الفعاليات وأحداث العلاقات العامة في المملكة، وعموما في الشرق الأوسط وغالبية دول العالم.

العودة لما قبل الجائحة أخيرا، وبحسب تحليل «آفاق ميديا أند بي. آر.» لأداء محرك البحث العالمي جوجل في السعودية، فإن كثيرا من عمليات البحث التي تابعت حملة هيئة الترفيه «نعوضكم السنتين الماضية؟ #عن_سنتين» انصبت على محاولة التأكد عمّا إذا كانت هذه الرسالة التي حملتها العديد من المنصات تعني بأن الأمور على وشك أن تعود لما كانت عليه قبل الجائحة، خاصة مع انخفاض معدلات الإصابة بشكل كبير خلال الأسبوعين الماضيين، بينما يعتبر كثير من المواطنين أن انطلاق «موسم الرياض 2021م» هو المحك في إعادة الموجة الثانية من فعاليات الترفيه منذ 2019م.

مصانع عطور وتطريز لـ87 سعودية

وعلى الرغم من تعطل الفعاليات وأحداث العلاقات العامة، ظلت مشاريع المسؤولية المجتمعية التي تُديرها أرامكو السعودية حية محليا وفي المناطق التي تعمل فيها.

ففي «الطائف»، شاركت «أرامكو» في تأسيس مصنع نسائي، تعمل فيه 40 موظفة سعودية، أنتج في باكورة أعماله 100 ألف وحدة عطرية.

كما شاركت الشركة مع عدد من الجمعيات في دعم 47 امرأة أخرى بحاضرة «الدمام»، لإنتاج 82 ألف قطعة من الأزياء الموحدة والطبية، مع خطة مشابهة في «الجبيل» و«حائل».

دعم 970 من مزارعي البن وفي «جازان» و«عسير»، بدأت خطة ستمتد لتشمل 5 مناطق أخرى، من أجل إنشاء مركز وطني لزراعة البن وتدريب مزارعيه، حيث قدمت «أرامكو» دعما لـ970 مزارعا، لزراعة 200 ألف شتلة منذ انطلاق المبادرة، وإنتاج سنوي يبلغ 812 طنا من البن.

وشملت مبادرات «أرامكو» في هذا المجال دعم إنشاء أول مصنع لصناعة صابون زيت الزيتون في «الجوف»، وكذلك مركز لمنتجات التمور في «الأحساء».

تمكين 80 صيادا و1500 نحال ومن بين المشروعات التي نفذتها الشركة في «بيشة» تدريب 80 صيادا، وتزويدهم بقوارب ومعدات صيد. وبالشراكة مع جمعية النحّالين التعاونية في «الباحة»، أنشأت «أرامكو» مركز تدريب، وكذلك زرعت الأشجار المزهرة، ليستفيد من هذه المبادرة 1500 من النحّالين، يبلغ إنتاجهم 750 طنا من العسل.

أرامكو وموظفوها تبرعوا بـ19 مليونا على الرغم من جودة هذه المبادرات، فإن الأهم - من وجهة نظري - هو تفاعل الموظفين مع شركتهم في المبادرات التطوعية تجاه المجتمع، بعد أن أعلنت «أرامكو» إسهامها بمبالغ مماثلة لتبرعات موظفيها، من أجل تشجيعهم على مضاعفة تبرعاتهم، وصرفها في تمكين الأطفال ضعاف السمع من الاندماج في المجتمع، وكذلك دعم أسر الأيتام والأرامل وكبار السن والمرضى، حيث وصلت المبادرتان إلى 19 مليون ريال. سلال الخير لمتضرري الجائحة ومع تزايد تحديات جائحة «كورونا المستجد»، وأثرها على الاقتصاد، واضطرار الكثيرين للبقاء في منازلهم، أسهمت الشركة بـ200 مليون ريال في صندوق الوقف الصحي، الذي أطلقته وزارة الصحة في المملكة. كما جمعت 6.45 ملايين ريال، تبرع بها 17 ألف موظف، ضاعفتها الشركة، وصولا إلى 13 مليون ريال، أُنفقت في مشروع «سلال الخير» التي استفاد منها نحو 20 ألف من أسر الأيتام والأرامل من المتضررين من الجائحة.

وبينت آخر الأرقام أن «أرامكو» وموظفيها تبرعوا في 2021م فقط بأكثر من 12 مليون ريال. تعبير الشركات في الأزمات هذه المبادرات في الواقع تحمل رسالة للشركات، وفق قدراتها بالتأكيد، محتواها أنه في وقت الأزمات وتعقيداتها يصعب التعبير عن إيجابية أثر الشركات على المجتمع إلا من خلال سلوك مؤسسي واضح، تجسده المبادرات والأرقام بصورة لا يمكن للحملات الفارغة من المحتوى الحقيقي أو للفعاليات البروتوكولية أن تُظهره.

أما اللافت في نظري، فهو بلا شك جودة الاتصال الداخلي في تعبئة الرأي العام الداخلي، وصولا إلى نجاح الشركة وموظفيها في التعبير عن الاهتمام بواجباتهم تجاه المجتمع.

نافذة:

في وقت الأزمات وتعقيداتها يصعب التعبير عن إيجابية أثر الشركات على المجتمع إلا من خلال سلوك مؤسسي واضح، تجسده المبادرات والأرقام بصورة لا يمكن للحملات الفارغة من المحتوى الحقيقي أو للفعاليات البروتوكولية أن تُظهره.