بدأ إنتاج الشجرة المباركة التي لها طلع نضيد النخلة الشامخة الباسقة، اقتصاد الماضي والحاضر. فمع حرارة الصيف مررت بجانب مزارع وخيف النخيل وشاهدتها وقد امتلأت- ولله الحمد- من طلعها بأصنافه المختلفة،

وتذكرت كيف كانت النخلة، وطريقة جمع الرطب قديما والتي سأذكرها بمفاهيمها المختلفة، بهدف الحفاظ على تاريخ وتراث الآباء والأجداد. ففي مثل هذه الأيام، أيام الصيف الحارة ينضج محصول النخل في القنو والشماريخ والشمروخ، وللوصول له لا بد من تهئية الجذع من الجريد والكرنافة والسلاه والسعف والليف.

وبعد حضور أصحاب النخيل وغيرهم من العمال ومن لهم مآرب أخرى منذ الصباح الباكر في مزارع النخيل في الخيف، وكان في الغالب كل مزارع من المزارعين له نخلة أو نخلتان أو أكثر، أو يكون خيف النخل لعائلة كاملة رجالا ونساء، وليس كما يحدث حاليا من مزارع فردية وخاصة.

وكانت هناك أسماء للذين يعملون في النخل، فمن يكون عمله الأساسي في النخل يسمونه الخرافة، وهناك الرقاية، وهم عمال ومهمتهم رقي النخل وجني المحصول، وهناك المكرنفة الذين يرتبون النخلة بتهذيب الكرناف والجريد والسَلى، لوصول الرقاية إلى القنو. وهناك اللقاطة، وهم على باب الله يمرون تحت النخيل والرطب الذي يسقط بفعل الرياح يأخذونه، وبعد ذلك يجمع أصحاب النخل المحصول بالزنبيل والمعرى في المربد وهو ما يخزن فيه الرطب حتى يصير تمرا، ثم يضعونه في المجراد أو المعلفة أو في الخصفة أوالشنة.

وتزيد صحة من اجتمع لأنهم يبيعون ويأكلون ويعملون حتى ينتهي الصيف، ثم بعد ذلك يتفرقون ويبحثون عن أعمال أخرى. وصدق الشاعر الشعبي حينما وصف الحال قائلا:

ليت صيف النخل يأخذ ثلاثين عام..

والبوارق تلاعج والعرب يزرعون

لا تصيب العرب حمى ولا شي زكام..

والدفاتر تقطع خالصات الديون

وفي النهاية هناك العديد من المفاهيم وطرق جمع محصول الرطب في مناطق أخرى، قد تختلف المسميات والمصطلحات قليلا بحسب اختلاف اللهجات.