أصبحنا في زمن كثرت فيه الأمراض والأوبئة القاتلة، التي حصدت معها آلاف الأرواح، صغيرة كانت أو كبيرة، ولكن في مقالي هذا لا أريد الخوض أكثر بسرد تلك الأمراض، لأن الأغلب يعرفها حق المعرفة ويدركها.

في مقالي هذا أردت الحديث عن وباء قاتل انتشر منذ أن سرقت واستحلت التكنولوجيا ومواقع التواصل أغلب وقتنا!.

أصبح البعض يستخدمها استخداما يفوق رؤيته لعائلته.

ليس هناك من يحدد وقتاً معيناً لاستخدامها، ولا هناك من يحدد وقتاً مخصصاً لها، ولكن هناك من ينام ويستيقظ عليها، وكأنها الحياة بالنسبة له.

هي تلك الأجهزة الإلكترونية، نرى العديد من الأشخاص في المطاعم، المستشفيات، أماكن العمل، الولائم، التجمعات.. إلخ ممسكاً بهاتفه طوال الوقت، وكأن ذلك الهاتف لم يكن معه قبل حضوره لذلك المكان !.

نحن نعلم بأن بعض أعمالنا وخططنا إذا لم تكن جميعها، تكون فيه، ولكن هناك احترام للمكان الذي توجد فيه، واحترام للأشخاص الذين تتحدث معهم، وعليك استخدام هاتفك إذا اضطررت لذلك.

لم أجد شخصين أو مجموعة أشخاص يتحدثون حول أمر ما، إلا والجهاز لم يفارقهما، ولم أجد شخصين تقابلا في مكان، وهما لم يلتقيا لفترة طويلة، إلا والجهاز لم يتركهما، أصبح الجهاز هو ما يغني عن العالم بأكمله!.

برأيكم إذا هذا لم يكن وباء قاتلا، فما هو إذن؟!، إذا لم نطلق على من أخذ الوقت بأكمله، ولم يترك مجالا للأشخاص، أن يتسامروا، ولا يتمازحون ويتبادلون الحديث، بالوباء القاتل فماذا نطلق عليه؟!.

حاولوا قدر الإمكان الاعتدال في استخدام أجهزتكم الذكية، وتحديد أوقات عملكم عليها، ربما تنجون من الوباء القاتل.