فيما عاد الطلاب والطالبات الجامعيون للدراسة حضوريًا اليوم ، ستبدأ معاناة سكان محافظة ميسان جنوب الطائف والقرى التابعة لها؛ حيث يضطرون للسفر أكثر من 300 كيلو متر ذهابًا وإيابًا لإيصال أبنائهم وبناتهم للجامعة الأقرب لهم في مدينة الطائف أو منطقة الباحة وسط طرق خطرة بعضها مسار واحد وتكثر بها الحوادث المرورية.

وخلال السنوات الماضية لا يوجد خيار أمام السكان سوى حرمان أبنائهم من التعليم الجامعي أو المخاطرة والمعاناة اليومية بقطع مسافات طويلة، أو الحرج مع أقاربهم بطلب استضافة أبنائهم في منازلهم طوال مدة الدراسة، أو دفع تكاليف استئجار سكن ومواصلات ومصاريف مستمرة لا تكفي معها المكافأة الجامعية.

هجرة عكسية

وطالب السكان بافتتاح فرع لجامعة الطائف في محافظة ميسان التي تعتبر محافظة كبيرة ومصيفًا وموقعًا سياحيًا يرتاده المتنزهون وتتبع لها عدة مراكز إدارية هي ثقيف، وبني سعد، وحداد والقريع بني مالك، والصور بني الحارث، ومركز أبو راكة، كما تضم أكثر من 1100 قرية، ما دفع الكثير من سكان تلك القرى إلى الهجرة إلى المدن القريبة لدراسة أبنائهم في الجامعات، وساهم ذلك في ظهور العديد من مشكلات الهجرة والضغط على المدن وتوقف الأنشطة الزراعية والحيوانية في تلك القرى بسبب هجرة أهلها عنها.

مخاطر الطريق

وقال عدد من السكان، إن محافظتهم تبعد عن الطائف أكثر من 150 كيلو مترًا في أبعد نقطة من المحافظة، وعدد سكانها 163 ألف نسمة ومساحتها تزيد عن 11 ألف كيلو متر مربع، وبدأت تزداد هجرة الأهالي منها بسبب انعدام التعليم الجامعي وبعض الخدمات الأخرى، كما أنه نتيجة لمخاطر الطريق المؤدي إلى مدينتي الباحة والطائف اختار الأهالي الرحيل للمدن كي يكمل أبناؤهم وبناتهم التعليم الجامعي، مطالبين الجهات المختصة بفتح فرع للجامعة في محافظة ميسان أسوة بفرعي منطقة «تربه» و«رنية»، لافتين إلى أن المحافظة تلقى اهتمامًا كبيرًا من إمارة منطقة مكة وتتميز بالزراعة والموقع السياحي الذي سيندثر بسبب هجرة السكان وتحول المحافظة إلى مدينة أشباح.

خطاب وانتظار

«الوطن» حصلت على خطاب يعود تاريخه لعام 2016 موجه من جامعة الطائف لمحافظة ميسان، يؤكد حاجة المحافظة لإنشاء فرع للجامعة، طالبًا التنسيق مع المحافظة لاختيار مرافق مناسبة لإنشاء فرع للجامعة، إلا أنه منذ ذلك التاريخ لم يتم تنفيذ أي شيء على أرض الواقع.