في الوقت الذي أعلنت فيه وزارة التعليم عن عودة التعليم الحضوري في المدارس وفق آليات عدة تتسم بالمرونة، ومراعاة ضمان التباعد، وتلقي اللقاحات، بقيت مسألة اعتماد التعليم عن بعد للطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة، بحاجة إلى عناية خاصة، حيث تقول الدكتورة ولاء بنت صالح اللهيبي من تعليم مكة المكرمة إن «اعتماد التعليم عن بعد للطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة قد يمثل فرصة تسهم في حل كثير من العقبات مثل صعوبة الوصول إلى المدرسة بسبب بعد المسافة بخاصة في القرى والهجر، أو عدم توفر التخصصات التي تتناسب مع حاجات الطالب الدراسية في بعض الأحيان».

قبول التحدي

تشدد الدكتورة اللهيبي على أن وزارة التعليم قبلت تحدي التعليم عن بعد في معركة مكافحة كورونا، وسخرت كل الإمكانيات المتاحة للخروج من هذه الأزمة بأقل الأضرار، وقالت «كانت المملكة من الدول القليلة التي تجاوزت الأزمة بأقل فاقد تعليمي في التعليم العام عامة، وتعليم ذوي الاحتياجات خاصة، وذلك من خلال إدارات التربية الخاصة المنتشرة في جميع المناطق التعلمية، والتي تزخر بكفاءات متميزة وخبرة وتأهيل عال يشمل جميع تخصصات العوق، إضافة إلى القياس والتقييم والخدمات المساندة للتعليم».

وأضافت «منذ الوهلة الأولى التي أقر فيها التعليم عن بعد لاحظنا أبطال التربية الخاصة يتجاوبون مع المتغيرات بمرونة ويعدون الخطط التدريسية الفردية المنبثقة من البرنامج التربوي الفردي، ويساهمون في خطط الخدمات الأسرية الفردية مراعين في صياغتها العوائق التي قد تواجههم بالتعليم عن بعد، أخذين في الاعتبار خصائص الدارسين لكل الفئات وشمل ذلك المناهج المطورة التي تم اعتمادها لتدريس ذوي الاحتياجات الخاصة، كما عملوا على تكييف ومواءمة مناهج التعليم العام للطلبة المدمجين بمدارس التعليم العام».

وتابعت «شمل ذلك المواد التي أعلنت الوزارة إضافتها للتدريس بداية من هذا العام الذي يختلف عن الأعوام السابقة بتطبيق النظام الثلثي للفصول الدراسية، والذي سيستمر حتى نهاية ذي القعدة 1443».

الأولويات

تحدد الدكتورة اللهيبي «الأوليات التي يتوجب علينا الانتباه إليها، الدور الرئيس للأسرة في نجاح واستمرار عملية التعليم، والوصول إلى نتائج إيجابية في التحصيل المعرفي (تحسين نواتج التعلم) لدى الأبناء عن طريق التعليم عن بعد، فإذا كان تعليم الطفل العادي يتطلب من الأسرة مجهوداً كبيراً، فإن ذوي الإعاقة بحاجة إلى أضعاف هذا المجهود، وهناك أمثلة مشرفة نفتخر بها من أولياء الأمور الذين دفعتهم إعاقة أبنائهم إلى الإطلاع والتوسع في البحث والدراسة لحالات أبنائهم حتى أصبحوا مرجعاً متخصصاً يُقتدى به ولم يتوقفوا عند العناية بأبنائهم فحسب، بل كانوا يسعون إلى مساعدة الحالات المشابهة».

وتكمل «في الجانب الآخر يوجد القليل من الحالات النادرة للأسر التي ما زالت حائرة لا تعلم من أين أو كيف تتعامل مع طفلها ذي الاحتياج الخاص، وخصوصاً حديث التشخيص، فمثل هذه الأسر في أشد الحاجة إلى الدعم النفسي والتوجيه والإرشاد إلى ما تقدمه حكومتنا الرشيدة لهذه الفئة في كل وزاراتها بداية من وزارة الصحة متمثلة في مراكز اضطرابات النمو والسلوك مروراً بوزارة الموارد البشرية متمثلة في الشؤون الاجتماعية ووزارة التعليم متمثلة في إدارات التربية الخاصة، وختاماً بعدد من الجمعيات الخيرية المهتمة بذوي الاحتياجات الخاصة وأسرهم، وذلك وفقاً لسياسات التعليم ورؤية المملكة 2030 التي تؤكد حصول ذوي الاحتياجات الخاصة على تعليم يضمن استقلاليتهم واندماجهم بوصفهم عناصر فاعلة في المجتمع».

ضروريات

تطرح الدكتورة اللهيبي جملة من الضروريات التي ترى لزوم توفرها في البيئة المنزلية لزيادة كفاءة التعليم عن بعد بشكل عام ولتسهيل إدارة العودة إلى الدراسة، مشددة على أن هذه الضرورات والتوصيات تختص بطلاب المرحلة الابتدائية، وتتغير باختلاف تشخيص وفئة الطالب، ومنها أن ولي الأمر سيلاحظ أن هناك ردود أفعال نفسية مختلفة من قبل الطالب/ ـة كالعدوان وتهيج المزاج والارتباك وتشتت الانتباه وكثرة البكاء والتململ وغيرها من التغيرات النفسية، وعليه ألا يخاف أو يقلق لأنها سوف تكون مؤقتة تخف تدريجيا بمرور الأيام والأسابيع الدراسية، بخاصة في ظل وجود دعم أسري مناسب من قبل الوالدين والإخوة يعتمد على التشجيع والتعزيز لذوي الاحتياجات الخاصة، مشيرة إلى أن التوصيات التي اختارتها وضعت بكل عناية كي يسهل توفيرها دون الإثقال على الأسرة بطلبات تقنية وتجهيزات عالية الكلفة قد يتعذر توفيرها.

توصيات لأسر الطلاب ذوي الاحتياجات

- على ولي الأمر تجنب العقوبات، واللوم على الأخطاء المدرسية، وبدلاً من ذلك مكافأة أي تقدم يحرزه الطالب.

- تجاهل السلوكيات الخطأ قدر الإمكان ما لم تشكل خطراً على الطالب.

- سن قوانين ووضع قواعد سلوكية صحيحة ومناسبة.

- وجود ولي الأمر أو من ينوب عنه (مقدم الرعاية المنزلية) برفقة الطالب طوال فترة الدرس.

- القدرة على تعزيز وترغيب الطالب عندما يلاحظ عدم التركيز أو عدم الاستجابة.

- الجلوس المريح للطالب مع ضرورة التأكد من زاوية رؤية الشاشة ومستوى الصوت والضوء الملائم.

- تجهيز مكان تلقي الدرس بمراعاة الخصائص الحركية للطالب بما يضمن سلامته.

- يفضل أن يكون مكان تلقي الدرس بعيدا عن المثيرات (رائحة طبخ، أصوات الأجهزة الكهربائية، إضاءة متذبذبة، خشونة أو نعومة السجاد، أخ أو أخت تلعب بالجوار... الخ).

- تهيئة الطالب بدينا وفسيولوجيا فيجب أن يكون نام كفايته وتناول وجبته وذهب لدورة المياه قبل بدء الحصص الدراسية.

- مناقشة الخطة التربوية الفردية للطالب مع معلم التربية الخاصة لتوضيح نقاط القوة والاحتياج للطالب.

- الحرص على وجود قناة للتواصل المباشر بين ولي الأمر والمعلم، والموجه الطلابي والأخصائي النفسي، وغيرهم.

- التواصل مع المركز الوطني لتعزيز الصحة النفسية في حالة وجد صعوبة في تكيف الطالب مع العودة للدراسة.

- الرجوع للدليل الإجرائي للإرشاد الطلابي للإرشاد عن بعد.