هناك عدد من الرسائل النصية تتداول عبر وسائل التواصل الاجتماعي يطالب فيها أصحابها بسرعة تبرع الآخرين بالدم وإمداد المشفى الذي يرقد فيه مريضهم بالقدر الكافي منه لمواصلة وإتمام إجراءات العملية الجراحية الحرجة المتوقف إجراؤها لحين توفر الكمية الكافية من الدم، من خلال تلك الرسائل سيبدو لعامة الناس أو هكذا سيخيل إليهم أن المستشفيات قاطبة تشهد تزايدًا مطردًا في الحالات الإسعافية الحرجة، وتعاني نقصًا حادًا في إمدادات صفائح الدم المتوقف عليها إجراء العمليات الجراحية المستعجلة حصيلة الإصابات الناتجة عن الحوادث المرورية أو الأزمات الصحية المفاجئة عافانا الله وإياكم منها، أو غير ذلك من الأسباب الأخرى التي تسير في هذا المنوال، رغم أن الأمر لم يصل إلى تلك الدرجة كما يهيأ للناس، من خلال تصفح المرء لوسائل التواصل الاجتماعي بتعدد أنواع هذه الوسائل فإنه لا بد من أن يلحظ من خلال تصفحه هذا ظهور رسالة واحدة على الأقل، يستجدي فيها المريض أو أحد ذويه التبرع بالدم على عجل، ذاكرًا في ثنايا نص هذه الرسالة اسم المريض ورقم الملف والمستشفى التي نوّم بها المريض، وتاريخ دخوله إليها، مختتمًا رسالته تلك بالإشارة إلى حالة المريض الحرجة راجيًا من القادرين سرعة التبرع بالدم في فترة وجيزة إن أمكن.

بعيدًا عن مصداقية مثل هذه الرسالة وحقيقة باعثها إلا أنها رسالة مثيرة حقًا للانتباه ودافعة أيضًا للتعاطف معها.

على صفحات الإنترنت تتواجد قاعدة بيانات عريضة تختص بإمداد المحتاجين للدم ببيانات المتبرعين الأصحاء، وتزودهم بسجل كامل عن معلومات المتبرعين تظهر فيه أسماء وأرقام المتبرعين ووسائل التواصل الأخرى وضعها أهل الخير، إضافة إلى أنواع فصائل الدم وما إلى ذلك من المعلومات الخاصة بهذا الأمر، مع ذلك نجد أن رسائل طلبات التبرع تكثر يومًا عن يوم، وما ذاك في ظني إلا نتيجة الضغط المتزايد على المراكز الصحية إن صحت تلك الرسائل، وإما جهلا بهذا الموقع وبما يقدمه من خدمات جليلة.