احتفاء الأمم برموزها التاريخية التي كانت لها أدوار في مساراتها الوطنية عمل تستقوي به على ما قد يكون من أعراض وأمراض قد تكون قد قللت أو تنكرت من أعمال راقية في التاريخ.

مصر العظيمة كبيرة العرب، حملت همومًا في التاريخ، وقامت بأعمال جليلة في خدمة التراث والتاريخ العربي والإسلامي على مر العصور ومعها صنوتها السعودية بيت العرب وأرض القبلة والاستقبال.

الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، كان طفلا يعتلي طاولة ويرفع يده بالتحية للرئيس جمال عبدالناصر، وتمضي السنوات ليصبح السيسي رئيسًا لمصر منقذًا لها من سطوة إخوانية مريضة كادت تلحق مصر العروبة بكيانات كارهة، كان الملك عبدالله -رحمه الله- أول الداعمين لانتفاضة جيش مصر وللرئيس السيسي، وكانت قبلة الرئيس السيسي على جبين الملك عبدالله في الطائرة التي توقفت في مطار القاهرة قبلة وفاء.

من خلال مسارات مصر على مدى خمسة أعوام، تبدلت الأمور الحياتية والتطوير العمراني بشكل مذهل، ولعل المدن الجديدة وتطوير الأرياف والعشوائيات أعمال جليلة كان للقوات المصرية الدور البارز فيها لكن ما استوقفني، هو سمة الوفاء لرموز مصرية أعيدت لذاكرة التاريخ، وهنا أمثلة يسيرة تشير إلى ما أقول:

إعادة الاعتبار لمحمد نجيب

إنشاء وتسمية قاعدة محمد نجيب، وهي قاعدة عسكرية مصرية تقع في مدينة الحمام بمحافظة مطروح تحمل اسم اللواء محمد نجيب، أول رئيس لمصر بعد ثورة 23 يوليو. تبلغ مساحة القاعدة حوالي 18 ألف فدان، وبذلك هي تعد أكبر قاعدة عسكرية في إفريقيا والشرق الأوسط. وتم افتتاح القاعدة في يوم 22 يوليو 2017 بحضور الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي.

حسني مبارك: بطل الحرب والسلام

أشارت الصحف المصرية «شيع جثمان الرئيس المصري الأسبق، حسني مبارك، داخل مسجد المشير طنطاوي بالتجمع الخامس، وذلك بعد أداء صلاة الميت عليه، بحضور الرئيس الحالي عبدالفتاح السيسي».

ونعت القوات المسلحة المصرية مبارك «تنعى القيادة العامة للقوات المسلحة ابنا من أبنائها وقائدًا من قادة حرب أكتوبر المجيدة الرئيس الأسبق لجمهورية مصر العربية محمد حسني مبارك».

وفي سابقة تاريخية تحسب للرئيس السيسي ولأول مرة في التاريخ حسبما أوردت صحيفة الشرق الأوسط: «شيعت مصر، جثمان جيهان السادات زوجة الرئيس الراحل محمد أنور السادات في جنازة عسكرية، لأول مرة لامرأة».

وتقدم الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، الجنازة التي أقيمت أمام النصب التذكاري للجندي المجهول بمنطقة المنصة بمدينة نصر شرقي القاهرة، وشارك في الجنازة رئيس الحكومة المصرية ووزير الدفاع، وشيخ الأزهر وكبار رجال الدولة المصرية، ونعت الرئاسة المصرية، وعدد من المؤسسات الرسمية من بينها البرلمان والأزهر والأحزاب السياسية والفنانون والشخصيات العامة، الراحلة. وقال السفير بسام راضي، المتحدث باسم الرئاسة المصرية، في بيان صحافي إن «جيهان السادات ساندت زوجها في ظل أصعب الظروف وأدقها، حتى قاد البلاد لتحقيق النصر التاريخي في حرب أكتوبر المجيدة». وأصدر السيسي قرارًا بمنح جيهان «وسام الكمال» مع إطلاق اسمها على محور الفردوس (أحد المحاور المرورية الجديدة التي يجري تنفيذها حاليًا في العاصمة القاهرة)، بينما نعتها انتصار السيسي، قرينة الرئيس المصري، بتغريدة قالت فيها إنها «نموذج للمرأة الوطنية». وقال المجلس القومي للمرأة إنها «سيدة عظيمة ساندت أسر الشهداء ومصابي العمليات العسكرية، حتى لقبت بـ(أم الأبطال)»، بينما قالت الكنيسة المصرية إنها «من أهم رائدات العمل الاجتماعي والتدريس الجامعي». ودشن رواد مواقع التواصل الاجتماعي هاشتاغ «سيدة مصر الأولى».

سوزان مبارك رائدة المكتبة ومحو الأمية

تمنيت أن تحظى السيدة سوزان مبارك أرملة الرئيس حسني مبارك -رحمه الله- بتكريم يعيدها لذاكرة لتاريخ، ولعل عملها المميز في إنشاء مكتبة الأسرة ومهرجان القراءة للجميع من أفضل الأعمال الفكرية، الذي تم بالتعاون مع الهيئة المصرية للكتاب بهدف طبع الكتب من جميع فروع العلم والأدب بأسعار زهيدة تبدأ من جنيه مصري واحد مما حفظ كثيرًا من كتب التراث.

ويشهد التاريخ مبادرة الرئيس المصري السيسي بإطلاق أسماء أبطال مصر بأولمبياد طوكيو على المحاور والميادين الجديدة، كما هو الحال مع أبطال السعودية في الأولمبياد وتكريم ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

حفظ الله مصر كبيرة العرب والسعودية بيت العرب وقبلة الإسلام والسلام.