فيما أعلنت هيئة الفنون البصرية عن إستراتيجيتها لتطوير القطاع في المملكة بـ 12 برنامجًا و43 مبادرة نوعية، أكدت الرئيس التنفيذي للهيئة دينا أمين أن الإستراتيجية ستكون خارطة لأداء توجهات الهيئة التي أعلن عنها في فبراير 2020 بقرار من مجلس الوزراء وتحت مظلة وزارة الثقافة، مشيرة إلى أن المشهد البصري حاضر وحيوي دومًا من خلال المبدعين والأعمال الإبداعية، لذلك سيتم إكمال المسيرة وفق تحول من الجهود الفردية إلى المؤسسية، ودعم الانتقال من مرحلة الهواة إلى الاحتراف.

خارطة الهيئة

أشارت أمين «ستكون إستراتيجية هيئة الفنون البصرية خارطة لأداء توجهات الهيئة التي أعلن عنها في فبراير 2020 بقرار من مجلس الوزراء وتحت مظلة وزارة الثقافة، والتي تتلخص في رسم الطريقة لأعمال الهيئة من الآن وصاعدًا بطرفيها الإنسان والمنتج؛ الإنسان بوصفه المبدع وصانع اللقطة والعمل الفني، والمنتج باعتباره تجسيدًا للفكرة وتوثيقًا للحظة وتعبيرًا مبتكرًا، ويتضمن ذلك المبادرات والبرامج والآليات التي نسعى لتنفيذها في سبيل تحقيق نهضة بصرية تليق وتوازي طموحات وجاذبية صورة المملكة العربية السعودية وحضورها الزاهي محليًا وعالميًا».

مبادئ توجيهية

وأضافت أنه تم تطوير إستراتيجية هيئة الفنون البصرية استنادًا إلى أربعة مبادئ توجيهية رئيسية، وهي: تحديد أهداف إستراتيجية لكل جزء من سلسلة القيم، وتحقيق التوازن بين مراحل التنفيذ للأهداف قصيرة وطويلة المدى، والتركيز في المدى القصير على معالجة الفجوات والمشاكل الحالية التي يواجهها أصحاب المصلحة لتحقيق النتائج المرجوة، وصولًا لمواءمة مبادرات الهيئة مع الإستراتيجية الوطنية للثقافة لتتوافق مع رؤية المملكة 2030.

أهداف الإستراتيجية

وتابعت الرئيس التنفيذي «لهيئة الفنون البصرية أربعة أهداف، وهي: دعم استحداث فرص التعليم، من خلال العمل على دعم الجهات المعنية على استحداث مجموعة واسعة من فرص التعليم المحلية والدولية للمواهب السعودية على مستوى قطاع الفنون البصرية بأكمله بالشراكة مع الهيئات والجهات المعنية. ثم تمكين أصحاب المصلحة، بواسطة تهيئة البنية التحتية اللازمة لبيئة مستدامة ومتنامية في منظومة قطاع الفنون البصرية عن طريق تحسين البيئة المالية والتنظيمية والتجارية. وثالثًا دعم توفير فرص التعاون بين المواهب، عبر دعم وتقديم فرص لجميع المواهب والمجموعات الفنية للتعاون والاختبار والابتكار مما يساهم في خلق مشهد جماهيري حيوي. والهدف الرابع هو التواصل مع الجمهور، وذلك بتقديم مجموعة متنوعة من الأنشطة مما يساهم في إحداث تحول إيجابي في الصورة السائدة عن الفنون البصرية على الصعيدين المحلي والدولي».

تنفيذ رؤية القطاع

تتضمن إستراتيجية هيئة الفنون البصرية خمس ركائز يساندها 12 برنامجًا، بحيث يتم تحقيق الركيزة الأولى «دعم الابتكار والتقدم الوظيفي وتنمية المواهب مدى الحياة» من خلال ثلاثة برامج: برامج تعليم الفنون البصرية، وتنمية مواهب المنظومة الفنية ودعمهم في مسيرتهم المهنية، ومصادر الإلهام المحلية والعالمية. والركيزة الثانية تخص دعم البنية التحتية في مجال الفنون البصرية وإتاحة الفرص للإبداع، من خلال برنامجين: إتاحة فرص مصادر الإنتاج، والربط بالمصادر والخدمات المعرفية. فيما ترتبط ثالث الركائز بالتواصل مع المهتمين بقطاع الفنون البصرية لتحفيز الفرص وتحقيق استدامة السوق، وذلك من خلال برنامجين: التمثيل الفني وصالات العرض وشركات المزاد، ورعاية فعاليات مثل المعارض الفنية. أما الركيزة الرابعة فتخص تعزيز التواصل والمشاركة، من خلال ثلاثة برامج: تاريخ الفنون في السعودية وشمولية التواصل، ومشاركة المجتمع المحلي، ومشاركة الممارسين الفنيين والمشاركة الدولية. والركيزة الخامسة هي خطة لاستدامة وتطور القطاع على المدى البعيد، من خلال برنامجين: تمويل الفنون وتحفيز الطلب عليها على المدى البعيد، ودعم وتحسين حقوق الفنانين المهنية.

وتابعت «لقد حرصنا على أن تحتوي الإستراتيجية على مبادرات عملية وملموسة، تخدم المنتمين للقطاع والجمهور بشكل مباشر، لذا فإنه من الركائز الخمس والـ 12 برنامجًا؛ انبثقت 43 مبادرة متنوعة وتتكامل فيما بينها».

منهجية الإستراتيجية

وقالت أمين حول منهجية تطوير الإستراتيجية ونطاقها الذي بنيت عليه «رغم حداثة إنشاء هيئة الفنون البصرية ووجودها كوجهة وواجهة للقطاع وامتلاكها لكيان ومهام تشغيلها وأهداف تحققها، إلا أن المشهد البصري حاضر وحيوي من خلال المبدعين والأعمال الإبداعية، ولذلك لم نبدأ من الصفر، ولكننا سنعمل على إكمال المسيرة وفق تحول من الجهود الفردية إلى المؤسسية، ودعم الانتقال من مرحلة الهواة إلى الاحتراف، لذلك كان العمل على إستراتيجية هيئة الفنون البصرية انطلاق من بناء إستراتيجية تقدم نموذجًا تشغيليًا لأعمال الهيئة وكذلك تصميم البرامج وإشراك مجتمع الفنون البصرية بفاعلية. وللوصول إلى نموذج يغطي ويحقق كل أهداف الهيئة عمدنا لوضع نطاق عمل وفق مراحل، أولًا جمع البيانات من خلال تحليل الوضع الراهن، والذي تضمن تقديم تعريف شامل لقطاع الفنون البصرية وإبراز الأولويات والتحديات، مع إجراء المقارنات المرجعية بين المشهد المحلي والمشاهد السائدة في مجموعة من المدن العالمية المعيارية. ومن ذلك وصلنا للمرحلة الثانية وهي تحديد رؤية وطموح الهيئة والمشتمل على وصف تفصيلي لمحفظة المبادرات، وتحديد فرص الشراكة وحجم الإمكانات التي تنطوي عليها، وبالمقابل اكتشاف الفجوات في المشهد التنظيمي وفرص التحسين. إلى أن وصلنا إلى المخرج النهائي وهو النموذج التشغيلي وخطة التنفيذ لإستراتيجية هيئة الفنون البصرية والمتضمن الهيكل التنظيمي، وإعداد آلية واضحة للحوكمة وخطة التفعيل».

نتائج ملموسة

وحول ضمان إستراتيجية هيئة الفنون البصرية تحقيق نتائج ملموسة، أبانت أمين «تراعي خطة تنفيذ الإستراتيجية العديد من الاعتبارات لضمان ذلك، وهي: متطلبات الميزانية وإمكانية تنويع مصادر التمويل، كذلك سهولة التنفيذ مع مراعاة القيود جراء جائحة كورونا والجهود الأخرى المبذولة حاليًا في القطاع، إضافة للمساهمة في تحقيق مستهدفات الإستراتيجية الوطنية للثقافة، وأيضًا مراعاة الاعتماديات الداخلية بين البرامج والتي تسهم في متطلبات الأعمال الأساسية، كذلك مستوى نضج السوق الفني في المملكة العربية السعودية».

آلية التنفيذ

وأشارت إلى أن إستراتيجية هيئة الفنون البصرية ستنفذ عبر ثلاث مراحل حتى عام 2025، بحيث ستتركز الجهود في المرحلة الأولى على تهيئة البيئة المناسبة، بواسطة تهيئة قاعدة المحتوى، وإرساء أسس المعرفة الواسعة، وتسريع المبادرات الجارية، وبدء عملية التواصل المحلي، إضافة لتحفيز الاهتمام الدولي. في حين ستتركز الجهود في المرحلة الثانية على وضع الفنون البصرية على خارطة المنافسة والحضور العالمي، ويكون ذلك بتفعيل البرامج المحلية بشكل كامل، وتعزيز المشاركة والتواصل الدوليين، وضمان الوصول إلى مصادر الإلهام، والاستفادة من منصات الاختبار والإنتاج. وفي المرحلة الثالثة ستعمل الإستراتيجية على الارتقاء بالفنون البصرية إلى مستويات أعلى وأشمل، ويتحقق ذلك عبر تفعيل البنية التحتية الداعمة بشكل كامل، وإطلاق برامج التواصل الإقليمي، إضافة إلى الأنشطة الطويلة الأمد لضمان استدامة السوق.