حاصرت الارتفاعات المتتالية لقطاعي العقار، والبناء، سوق المقاولات في المملكة، فمع تنفس القطاع الصعداء مع الانخفاضات التي تشهدها أسعار الأراضي عاد القطاع ليشتكي من ارتفاع أسعار مواد البناء، والتي بلغ أعلى ارتفاعها السنوي خلال أغسطس الماضي حتى 40 % ما أثر على حركة البناء الفردي ودفع العديد للتوجه نحو سوق العقار الجاهز هربًا من التكلفة العالية للبناء الذاتي.

وحدد خبراء ومستثمرون لـ«الوطن» 8 أسباب أدت لارتفاع أسعار مواد البناء في المملكة خلال العام الحالي؛ كان أبرزها زيادة مشاريع الإسكان، وزيادة التسهيلات المقدمة من قبل البنوك، وارتفاع أسعار المحروقات والنقل، وقلة توفر العمالة، إضافة للتأثيرات المستمرة لجائحة كورونا، والزيادة المستمرة في المشاريع الحكومية والخاصة في مجال الإنشاءات، وارتفاع أسعار المواد الأولية في الإنتاج، وزيادة الطلب مقارنة بالعرض.

الطلب والاستيراد

يرى عضو اللجنة الوطنية للمقاولين بالغرف التجارية الدكتور عبدالله بن المغلوث، أن سوق البناء في المملكة تشهد ارتفاعًا متباينًا في الأسعار بين المواد الرئيسة كالحديد والأسمنت، والتي تشهد بشكل متواصل ارتفاعًا وانخفاضًا مستمرًا على الرغم من ارتفاع قيمة واردات مواد البناء لأكثر من 13 مليار ريال وزاد نموها السنوي بشكل كبير خلال العام الحالي إلا أنه على الرغم من ذلك شهدت أسعار مواد البناء قفزات سعرية مستمرة وانخفاضًا ضئيلًا، حيث إن الارتفاعات وصلت إلى حوالي 40 % على أساس سنوي لبعد المواد الأساسية، في حين سجلت بعض المواد ارتفاعات بين 4 % إلى 20 % وهذا الارتفاع في الأسعار إذا استمر سيعرقل استمرار العديد من المشاريع.

قروض البنوك

يشير المغلوث إلى أن البنوك قدمت حوالي 13.607 مليار ريال للقطاع الخاص لتمويل واردات مواد البناء العام الحالي، مقابل 13.442 مليار ريال خلال العام الماضي بزيادة نسبية بلغت 1.3 % ما يشير لوجود زيادة في الطلب على استيراد مواد البناء ويعطي مؤشرًا على حل مشكلة الوفرة في المواد لتتناسب مع الطلب فهذه الزيادة الكبيرة في الاستيراد إضافة للإنتاج المحلي يمكن لها أن تغطي الطلبات المتزايدة في سوق البناء في المملكة لتحل مشكلة ارتفاع الأسعار مع استقرار الطلب ووفرة المواد بشكل يغطي متطلبات سوق البناء، ويشير المغلوق إلى أن من أبرز الأسباب التي دفعت للزيادة المستمرة في أسعار مواد البناء كان توجه وزارة الإسكان لضخ أكثر من 147 ألف وحدة سكنية في منطقة الرياض، إضافة للوحدات التي يتم بناؤها في المناطق الأخرى، إضافة لاتفاق وزارة الإسكان مع مطورين عقاريين لضخ الآلاف من الوحدات السكنية في مختلف مناطق المملكة، إضافة لتأثيرات أزمة كورونا وشح النقليات بسبب الإجراءات الاحترازية للحد من انتشار الفيروس، وارتفاع أسعار النقل والمحروقات، ووجود قلة في وفرة العمالة، وزيادة في المشاريع الحكومية والخاصة في مجال الإنشاءات.

المواد الأولية

يقول المستثمر في مواد البناء عبدالله اللباد إن زيادة الطلب على مواد البناء بسبب انتعاش سوق البناء وزيادة المشاريع إضافة للتسهيلات الممنوحة من قبل البنوك والإسكان لحل مشاكل السكن تسببت بزيادة مستمرة في الطلب على مواد البناء وبالتالي ارتفاعها، مضيفًا أن المستثمرين والمصانع عانوا أيضًا من ارتفاع تكلفة المواد الأولية والتشغيلية ما تسبب في زيادة في أسعار بعض المواد، كما أن تأثيرات الإغلاق والحظر في جائحة كورونا أثرت على سوق مواد البناء فزاد الطلب بشكل سريع بعد الحظر بشكل فاق العرض، وجاء ارتفاع المحروقات تاليًا ليزيد من ارتفاع أغلب المواد بسبب زيادة تكلفة النقل سواء على المصنعين، أو المستثمرين، ويرى اللباد أن أسعار مواد البناء كأي سوق أخرى تشهد موجات ارتفاع لتستقر بعدها الأسعار عند حد معين وتنخفض بشكل بطيء تماشيًا مع ظروف سوق البناء؛ فمع استمرار الزيادة في الطلب ووجود قلة في العرض ستستمر الأسعار بالزيادة، مشيرًا إلى أن الحديد انخفض سعره بعدما زادت الكميات المتوفرة، إضافة لوجود شركات جديدة في السوق.

تواصل الارتفاع

شهدت مواد البناء خلال أغسطس الماضي ارتفاعات متفاوتة في الأسعار بين 40 % و4 % بمقابل انخفاض في الأسمنت والرمل والجبس بنسب لم تتجاوز 4.66 %، حيث تشهد مواد البناء ومنذ بداية العام زيادة شبه مستمرة في بعض المواد الأساسية.

وتظهر بيانات حديثة أن متوسط أسعار الحديد الذي شهد خلال الشهور الماضية ارتفاعًا متقطعًا بلغت خلال عام 24.43 % بعد أن ارتفعت من 2949.47 في أغسطس 2020 إلى 3669.99 في أغسطس 2021 حيث كان أعلى ارتفاع لحديد تسليح 18 مم وطني بنسبة 28.56 %، في حين ارتفع متوسط سعر الخشب بنسبة 12.63 % مرتفعًا من 2,549.56 إلى 2,871.60 وسجل الخشب الروماني أعلى ارتفاعات الخشب بزيادة سنوية 40.19 %، أما الخرسانية الجاهرة فشهدت ارتفاعًا بنسبة 2.51 % من 202.13 إلى 207.20 وكان أقصى ارتفاع لها لمنتجي الخرسانة العادية 350 ك، والعادية 250 ك بنسبة 2.54 %، وارتفع متوسط أسعار الأسلاك الكهربائية بنسبة 28.39% من 1.33 إلى 1.70، في حين ارتفع متوسط أسعار الكيابل بنسبة 31.78 % من 99.32 إلى 130.88 بأقصى ارتفاع لها في منتج كيابل كهربائية 70 مم وطني بنسبة 35.31 %، وارتفع متوسط البلوك الأسود بنسبة 4.10 % من 1,713.53 إلى 1,783.82 بأقصى ارتفاع لها في منتج بلوك أسود مقاس 15 سم بنسبة 4.16 %، كما ارتفعت أسعار بلاط كسر رخام بلدي بنسبة 3.07 % من 22.12 إلى 22.80، والألمنيوم بنسبة 7.19 % من 72.73 إلى 77.96 ريالا.

انخفاض ضئيل

شهدت بعض المواد انخفاضًا سنويًا ضئيلًا؛ حيث انخفض متوسط سعر الأسمنت 4.66 % من 28.21 إلى 26.90 بأقصى انخفاض لها في منتج أسمنت أبيض وطني بانخفاض 4.86 %، كما انخفضت أسعار الجبس بنسبة 0.97 % من 15.48 إلى 15.33، والرمل 1.57 % من 42.85 إلى 42.18، بأقصى انخفاض له لمنتج الرمل الأحمر بنسبة 3.60%.

ارتفاع أسعار مواد البناء

أسلاك كهربائية 5.2 مم وطني32.53 %

أغسطس 20200.83

أغسطس 20211.10

أسلاك كهربائية 4 مم وطني29.03 %

أغسطس 20201.24

أغسطس 20211.60

أسلاك كهربائية 6 مم وطني26.18 %

أغسطس 20201.91

أغسطس 20212.41

متوسط الأسعار28.39 %

أغسطس 20201.33

أغسطس 20211.70

الأخشاب

خشب تشيلي38.96 %

أغسطس 20201.218.43

أغسطس 20211.693.08

خشب روماني40.19 %

أغسطس 20201.174.16

أغسطس 20211.646.06

خشب تيك إفريقي4.96 %

أغسطس 20205.083.08

أغسطس 20215.335.45

خشب أبلاكاش إندونيسي3.28 %

أغسطس 20202.722.58

أغسطس 20212.811.82

متوسط الأسعار12.63 %

أغسطس 20202.549.56

أغسطس 20212.871.60

خرسانة مقاوم 350 ك2.45 %

أغسطس 2020217.73

أغسطس 2021223.06

خرسانة مقاوم 250 ك2.51 %

أغسطس 2020195.51

أغسطس 2021 200.41

خرسانة عادي 350 ك2.54 %

أغسطس 2020208.47

أغسطس 2021213.77

خرسانة عادي 250 ك2.54 %

أغسطس 2020186.81

أغسطس 2021191.55

متوسط الأسعار2.51 %

أغسطس 2020202.13

أغسطس 2021207.20

الحديد

حديد تسليح 6 مم وطني14.51 %

أغسطس 20203.687.52

أغسطس 20214.222.62

حديد تسليح 8 مم وطني23.31 %

أغسطس 20203.001.61

أغسطس 20213.701.30

حديد تسليح 10 مم وطني24 %

أغسطس 20202.996.91

أغسطس 20213.716.16