وفي لقاء تلفزيوني مع الكاتب والطبيب الوفي للإنسان د. جاسر بن عبدالله الحربش، قال إن الطب ليست مهنة حكرًا على الأذكياء، فالهندسة والكيمياء والفيزياء وغيرها قد تحتاج للوصول لها أن تكون ذكيًا أكثر من حاجتك للذكاء لتكون طبيبًا، فالطب مهنة تعتمد على الحفظ بشكل مرتفع، فكلما نمت لديك ملكة الحفظ سهل عليك الحصول على الطب، بينما في الحقيقة وهذه ليست مجاملة أن د. الحربش أحد أعلام أطباء الجهاز الهضمي على مستوى الشرق الأوسط، ومع ذلك يعي أنها درجات زائلة وسيبقى جاسر الإنسان.
وعلى النقيض أن هناك طبيبًا كان مشرفًا على إحدى اللجان الطبية والتي تمس حياة المرضى بشكل مباشر، ولأن تلك اللجنة قد «عقّدت» أحد المرضى، فحاولت أن يتم معالجة الأمر ببساطة، وأثناء وصولي لمكتب مدير تلك اللجنة، وإذا بي أعرفه منذ طفولتي، فبادرته بكلمة «يبو فلان»، فرفع عينه عن الورقة التي أمامه ولم ينظر لي بل التفت إلى سكرتير تلك اللجنة، وقال له (يقول لي يبو فلان وكأني أصغر عياله)، وأكمل عمله على تلك الورقة ليؤذي مريضا آخر بحرمانه من مميزات كفلها له النظام، وبعد أن استمحت منه عذرًا وكدت أن أقبّل يده فقط كي لا يزيد تعطيل تلك الورقة، قال لي (المره هذي سماح، وباخلص المريض المرة هذي، بس لا تتعودها)، لا تتعود أن تسيء لي بأن تذكرني أنني «أبو فلان» الذي كان قبل الشهادة وسيكون ما بعد الشهادة، ومهما صنعت مني تلك الشهادة وأحاطتني بهالة من «المطبلين» فسيأتي يوم وأعود لما كنت عليه قبلها، فخلاصة القول إن كانت ورقتك هي ما تغير تعاملك مع الناس، فعليك بدرس في التواضع (ما بين طب الحربش ودكتوراة الغذامي).