حينما يخالج حب الوطن أحاسيس الطفل الموهوب والفنان، فلا يحتاج إلى لسان أو وسيط، ليعبر به عن حب ثرى وطنه، فبراءته الفطرية تدفعه للتعبير عن عشق وطنه فقط عبر موهبته وفنه.

هذا هو حال الطفلة ابنة الـ 12 ربيعا فاطمة هزازي «عازفة جازان». المولودة بإحدى قرى الحد الجنوبي بمحافظة الحرث، التي لم تقبل في طفولتها المبكرة أي لعبة سوى ألعاب الآلات الموسيقية. واليوم أصبحت الطفلة «عازفة العود والكمان» هي نجمة المناسبات والاحتفالات في منطقة جازان ومحافظاتها.

لحن الحد

رفضت الطفلة نهاية الأسبوع المنصرم معظم الدعوات، التي وجهت لأمها للمشاركة في بعض فعاليات اليوم الوطني في المحافظات. وطلبت فاطمة من أمها بأن تحتفل هذه المرة على طريقتها بذكرى الوطن الـ91، بأن تنثر أنغام معزوفاتها على حدود وشواطئ الحد الجنوبي مسقط رأسها. الأمر الذي أثار في الوقت نفسه دهشة واستغراب أمها. التى لم تجد بد التواصل مع عدد من الجهات لتلبية رغبة فنانتها الصغيرة. فيما حصلت أم فاطمة على الموافقة والترحيب، وتوفير الإمكانيات والدعم من رئيس بلدية مركز السهي الحدودي، المهندس عبدالله عواف، محققا رغبة الطفلة العازفة أن تنثر أريج أنغامها الوطنية لزوار الشاطئ.

اللعب بالموسيقى

أوضحت أم العازفة هزازي أن فاطمة بدأت التعلق بالموسيقى والعزف، منذ سن السادسة فكانت لا تقبل إلا العاب الآلات الموسيقية. وتضيف الأم: عندما لاحظت تعلقها بالموسيقى والعزف، بدأت بتشجيعها هي وأختها الصغيرة وفاء التي تجيد الغناء. فظهرت مواهب فاطمة مبكرا في العزف على آلتي العود والكمان. فحاولت أن أوفر لها مدربا على العزف، كما أنها اشتركت في فرقة أطفال غنائية تابعة لإحدى قنوات الأطفال الغنائية، لكن للأسف لم تستفد من القناة وواصلت التدريب على العزف، ومنذ سنتين أصبحت فاطمة هي نجمة معظم المناسبات والاحتفالات في محافظات المنطقة، في الوقت الذي تحرص فيه على دراستها، فهي تدرس في الصف الأول المتوسط، كما تحرص يوميا على التدريب على العزف وتطوير إمكانياتها.