رفض الكثير من الدول والقادة المعلومات، التي كشفها تحقيق واسع سمي بـ«وثائق باندورا» أجراه الاتحاد الدولي للصحافيين الاستقصائيين، يتهم مئات من السياسيين وأقاربهم بإخفاء أصول في شركات «أوفشور»، بهدف التهرب الضريبي خصوصا.

وكشف هذا التحقيق أن عددا من القادة السياسيين، بينهم رئيس الوزراء التشيكي وملك الأردن عبد الله الثاني، ورئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، ورئيسا كينيا أوهورو كينياتا، والإكوادور غييرمو لاسو، أخفوا أصولا في شركات أوفشور بهدف التهرب من الضرائب خصوصا.

تهديد ومزاعم

وأكد الديوان الملكي في الأردن في بيان، أن المعلومات التي نشرت بشأن عقارات الملك عبدالله الثاني «غير دقيقة» و«مغلوطة» معتبرا أن نشر عناوينها يشكّل «تهديدا لسلامة الملك وأسرته». وأوضح البيان أن الملك تحمّل شخصيا كلفة عقاراته في الخارج.

بينما نفى الكرملين الذي طالته الاتهامات أيضا، تورطه مؤكدا أنها «مزاعم لا أساس لها».

ورفض رئيس وزراء ساحل العاج باتريك أتشي أيضا، الذي كان يدير شركة في جزر الباهاماس حتى 2006 على الأقل وفقا للتحقيقات، أن يكون قام بأي «عمل غير قانوني».

وكان رئيس الوزراء التشيكي أندريه بابيش، نفى الأحد أن يكون أودع 22 مليون دولار في شركات وهمية، لتمويل شراء قصر بيغو العقار الكبير الواقع في موجان بجنوب فرنسا.

وكتب على تويتر «لم أفعل على الإطلاق أي شيء غير قانوني أو خاطئ، لكن هذا لا يمنعهم من محاولة تشويه سمعتي، والتأثير على الانتخابات البرلمانية التشيكية» المقرر إجراؤها الجمعة والسبت المقبلين.

مليون وثيقة

وتتعلق حوالى مليوني وثيقة من أصل 11.9 مليونا حصل عليها الصحافيون في إطار «وثائق باندورا» ب«ألكوغال»، حسب الاتحاد الدولي للصحافيين الاستقصائيين، الذي أكد أن مكتب المحاماة البنمي هذا لعب «دورا رئيسيا في التهرب الضريبي»، وشارك في إنشاء حسابات لإخفاء أموال أكثر من 160 شخصية.

لكن مكتب المحاماة أكد في بيان أنه «يرفض هذه التكهنات والمغالطات والأكاذيب»، مؤكدا أنه مستعد للعمل مع السلطات، للتحقيق في أي مخالفات.

أسماء المشاهير

ووردت في التحقيق أيضا أسماء المغنية شاكيرا، وعارضة الأزياء كلوديا شيفر، وكذلك رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير، لشرائه عقارات في لندن، والوزير الفرنسي السابق دومينيك ستروس كان.

وقال التحقيق إن المدير العام السابق لصندوق النقد الدولي، قام بتحويل ملايين من الدولارات من أتعاب نشاطاته الاستشارية، عبر شركة مغربية معفاة من الضرائب.

وفي معظم البلدان، لا يعاقب القانون على هذه الأفعال. لكنها محرجة بالنسبة لبعض القادة، إذ يقارن الاتحاد الدولي للصحافيين الاستقصائيين بين خطاب مكافحة الفساد لدى البعض واستثماراتهم في الملاذات الضريبية.

- سمي التحقيق الذي شارك فيه نحو 600 صحافي «وثائق باندورا» في إشارة إلى أسطورة صندوق باندورا الذي يحوي كل الشرور.

- يعتمد على نحو 11,9 مليون وثيقة من 14 شركة خدمات مالية

- كشفت وجود أكثر من 29 ألف شركة أوفشور.

- أنشأ المركز الأمريكي للنزاهة العامة في 1997 الاتحاد الدولي للصحافيين الاستقصائيين، الذي أصبح كيانا مستقلا في 2017.

- وتضم شبكة الاتحاد 280 صحافيا استقصائيا في أكثر من مائة دولة ومنطقة، فضلا عن حوالى مائة وسيلة إعلام شريكة.