«التبولة» هي نوع من السلطات الشعبية المتوسطية، أي لها علاقة كبيرة بدول حوض البحر الأبيض المتوسط، خصوصا بلدان الشام، لكنها انتشرت بشكل كبير حتى وصلت إلى بلدان أبعد منها.

من تلك البلدان، على سبيل المثال، البرازيل بسبب وجود مهاجرين من أصول لبنانية ومن بلاد الشام في تلك البلاد، حيث يطلق عليها في البرازيل اسم «Tipili».

أما مكونات «التبولة»، الشامية الأصل، فيتم تحضيرها من البقدونس والبندورة المقشرة والبرغل مع النعناع الأخضر، ويضاف إليها زيت الزيتون والليمون الأخضر والملح. عبر الموقع الأشهر «تويتر»، فاجأتني حقيقة مقطع لأب يتصفح مع ابنه منهج مادة «المهارات الحياتية» للصف الخامس الابتدائي، فإذا بهما، أي الأب وابنه، يطلعان على درس عن «التبولة» ومكوناتها، ومعرفة طريقة عمل نوع من أنواع السلطة، وهي «التبولة».

الشيء المستغرب أن الدرس موضوع للأولاد بقصد «تخريج شيف مطعم»!. مناهج تتطور بشكل ملحوظ، وتعكس التوجه الذي تنويه وزارة التعليم فيما يتعلق بالمهارات الحياتية مثل مهارات الطهي للأولاد، والدفاع عن النفس للبنات، لكن أليست الحاجة للقراءة والكتابة أشد أهمية من سلطة «التبولة» المزعومة؟ّ! أليست الأمم تتنافس في الرقي المعرفي والعملي والتقني؟!.

لن يضر الطالب عدم معرفة عمل «التبولة»، ولكن سيتضرر من عدم معرفته التطور في القراءة والكتابة، والتطور التقني الذي يعيشه العالم هذا اليوم.

أعتقد رسائل المنهج كثيرة، ومنها ربط التعليم بالحياة الواقعية، وإكساب الطالب مهارات في مختلف جوانب الحياة، للإسهام في خلق شخصية متزنة منتجة، غير اتكالية، وهذا شيء جميل، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه:

أين أكلاتنا التي تتوافق مع عاداتنا وتقاليدنا وبيئتنا السعودية؟ّ! أين المرقوق والجريش والقرصان من مناهجنا، لتطوير مهارات الحياة اليومية؟!.