بين أروقة معرض الرياض الدولي للكتاب 2021، تتجلى قصة أمين مكتبة نادي أبها الأدبي، أحمد الغرباني، الذي يختزل في ذاكرته المعرفية أربعة عقود من عوالم المكتبات، بدءًا من وظيفة نقله للكتب، إلى مرحلة رصفها على الأرفف، لينتقل بعدها للجمع والتحقيق، وانتهاءً بدخوله عالم التأليف والكتابة.

بدأ الغرباني حياته بين أزقة ودهاليز المكتبات، بعد دراسته الجامعية، كناقل للكتب، حيث تبلورت وظيفته الثقافية في استلامها من الموزعين أو الزوار، ومن ثم إعادة رصفها في مواقعها المقررة بالمكتبة، بتفانيه المعهود الذي عرف به عشاق المعرفة وجلساء الكتب.

اتقدت حماسة الغرباني، ليخوض غمار تجربة جديدة، فعمل كموظف لمراجعة الكتب وتصنيفها حسب تصنيف ديوي العشري، ولم يأتِ كل ذلك إلا بعشرته الطويلة مع الكتب مكتسبًا الخبرة من تلك السنين الطويلة بين عوالم الكتب والمكتبات.

ولم تتوقف حياة الغرباني الثقافية عند هذا القدر، فعمل عقب ذلك أمينًا لمكتبة نادي أبها الأدبي، وخاض فيه أروع التجارب وأكثرها ثمرة، حتى أصبحت لديه القدرة على ما يسمى بجمع المؤلفات وإخراجها، وعمل على الدراسات التكشيفية للكتب وإعداد الصحف اليومية، ليخرج منها مجلدات متخصصة.

نجح المؤلف الحالي والجندي المجهول أحمد الغرباني في تحقيق حلمه المنتظر، مع عالم تأليف الكتب، وتقديم مؤلفات عديدة ومن ضمنها كتابه المعنون: «في حياة الكتاب»، وضع فيه خلاصة تجاربه لمن أراد خوض الكتابة والتأليف، ومعرفة طرف الخيط في مشوار القمة المعرفية.