نظم معرض الرياض الدولي للكتاب ندوةً حواريةً بعنوان «عوالم الكتابة في الخيال العلمي»، قدمها كلٌ من: الدكتور الروائي منذر القباني، والدكتور الروائي أشرف فقيه، وحاورتهم رباب آل زهير، وذلك ضمن الأنشطة والفعاليات المقامة على هامش المعرض الذي يأتي تحت شعار «وجهة جديدة، فصل جديد» ويستمر حتى العاشر من أكتوبر الحالي.

أدب الخيال العلمي خطوةٌ للوراء إلى ما قبل، عودةٌ إلى اللحظة التي سبقت الحكايات المبنية على قصصٍ واقعيةٍ وحقيقيةٍ يوم كانت مجرد فكرةٍ متخيلةٍ، ارتداد إلى بداية كتابة الخيال العلمي ودخولها ضمن أشكال الرواية، وحصولها على مساحةٍ من الضوء وصناعة الفرق ومساهمتها في الإلهام.

وبدايةً وصف الروائي منذر قباني معنى الخيال العلمي، بأنه مفهومٌ يسهل فهمه ويصعب شرحه، وأنه في الوقت نفسه أداةٌ للتميز وملاحظة الفروق، في حين أن أدب الخيال العلمي هو محاولة التفكير في المستحيل، وما يتمنع حدوثه وافتراض أنه ممكن، وإمكانية تمرير التفاصيل عبر حكاية.

الواقع والمستقبل

يأتي أدب الخيال العلمي مساحةً تقلصت فيها المسافة بين الحكاية والعلم بين الواقع والمستقبل، استيعابٌ للثورة الصناعية والاقتصادية، دلالةٌ على مقولة إينشتاين: «الخيال أهم من الحقيقة»، وتعود بدايته بحسب وصف الدكتور منذر إلى رواية الكاتبة الإنجليزية ماري شيلي‏ مبدعة شخصية فرانكنشتاين عام 1818، والتي تعد تاريخاً فعلياً لكتابة أدب الخيال العلمي؛ بوصفها صنعت ركيزةً أساسيةً لكتابة الرواية من خلال وجود قضية محورية، وبعدها الإنسان والفكرة العلمي، مضيفاً أن تطور أدب الخيال العلمي ينعكس على تطور الأمم، والدليل أنه في القرن العشرين كان أهم كتاب هذا الصنف الأدبي من أمريكا.

بالمقابل، نفى الدكتور فقيه وجود علاقة بين أدب الخيال العلمي والأساطير؛ لأن الحكاية في أدب الخيال العلمي تستند إلى فكرة وتفسيرات علمية وليست خرافة وخزعبلات.

يشار إلى أن الروائي منذر قباني كتب مجموعة من الأعمال في الخيال العلمي، ومنها: «حكومة الظل، عودة الغائب، فرسان وكهنة، قطز، قرين، زوجة واحدة لا تكفي.. زوج واحد كثير، صائد الساحرات»، في حين أن الروائي أشرف فقيه له عدة أعمالٍ ومنها: «صائد الأشباح، حنيناً إلى النجوم، نيّف وعشرون حياة، المخوزق، رسم العدم؛ قصة ليوناردو فيبوناتشي مع الصفر والأرقام العربية».