أن يتمتع الفرد منّا بالصحة النفسيّة الجيدة، لا يعني خلوه من المشكلات النفسيّة التي يمكن تشخصيها، ومن المعلوم أنّ الصحة النفسيّة الجيدة تساهم في الحد لحماية تطور كثيرٍ من المشكلات، فالشخص الصحيح نفسيّاً، هو تمتعه بقدر من التكيف مع نفسه ومع مجتمعه، وأن يكون قادراً على العطاء، وقادراً على التعلم، ويتمتع بالتفاؤل وبالمرونة النفسيّة.

إنّ كثيرا منّا -للأسف- يلجأ إلى المسكنات في محاولة منه لمواجهة وحل المشكلات والخلافات التي بدورها تخمد كل ما يمكن أن يظهر عليه بشكل مؤقت، ورميها بالأعماق معتقداً أنه بهذا قد تخلص وتخطى، ما مر به وعاد إلى طبيعته واستقراره، وهو في الحقيقة داخله حمم ورواسب وضغوطات وآلام، حاول أن يبحث لها عن تبريرات قد تتوافق مع المنطق والعقل، وذلك ليحمي نفسه ويرضي الآخرين. وفي الوقت نفسه تناسى لاشعورياً ما بداخله من مشاعر وأحاسيس، يعتقد بأنها قد تتلاشى أو قد تختفي، وهو لا يعلم في حقيقة الأمر بأنها كامنة في أعماقه وأصبحت تراكمات، فكثرتها وارتفاعها لا يعني ذهابها أو اختفاءها، فقد تأتي عوامل أو أسباب تحركها أو تخرجها على السطح، ومن هنا يثور البركان النفسي بشكل عميق، قد يصل إلى أعلى درجات النفس ويتسرب إلى العقل.

فعند ذوبان الجليد يذوب الكائن بأكمله.


أحيطوا النفس بعناية ورعاية، ووقاية مماثلة للرعاية الجسدية أو تفوقها، فأكرم البشر تعرض لهزات نفسية ووجد العناية والرعاية من رب البشرية.