عبارة مكتملة البناء والمعنى.. عبارة تلامس شغاف قلوب المخلصين... عبارة تؤلم قلوب الخونة والمرتزقة. هذه العبارة بما تحمله من معاني عظيمة يجب أن ينقشها كل مواطن يحمل صفة المواطنة الحقة على شغاف قلبه ليستحضرها دائمًا، فإن ما تحمله من معاني يستلزم عليه، أن يستحضرها دوما ليعلم أن أمنه ومن هو قائم على شؤونهم متعلق باستقرار ونمو وتطور هذه البلاد أعزها الله، ولا يكون ذلك إلا من خلال التصدي لقلة من فئام البشر فسدت عقولهم لا يفتأون من محاولة تسميم العقول وإثارة القلاقل واختلاق القصص وتأليف الروايات بما يخدم مصالحهم، ولا يهمهم ما يحدث بعد ذلك، وشعارهم: «أنا ومن بعدي الطوفان» هذا المثل الفرنسي الذي قالته عشيقة لويس الخامس عشر منذ زمن طويل، والذي تحول إلى شعار لكل الأنانيين الذين لا يرون سوى أنفسهم ومصالحهم الشخصية، ولو اقتضى ذلك أن يذهب ما عداهم إلى الجحيم أو يجرفه الطوفان.

يجب أن يستشعر كل مواطن أهمية ما ينعم به من أمن وأمان وسعة رزق، وأن ذلك يستلزم بعد شكر الله سبحانه شكر كل من يقوم ويسهر على ديمومة هذا الأمن والاستقرار المتمثل في قوات الأمن الداخلي والقوات المسلحة الساهرة على أمن الحدود، والإعلام الصادق بشتى صوره وأشكاله.

وأنت أيها المواطن الكريم لتكن عينا ساهرة بما تحمله من حس وطني عال تجاه كل من تسول له نفسه الإخلال أو العبث بأمن هذا البلد الكريم والغالي.

إن بلادنا بما حباها الله من نعم متنوعة جعلها هدفًا لكل حاسد ومرتزق، فهناك أصحاب المصالح النكرات وأذنابهم في الداخل والخارج يعملون ليل نهار بكل قوتهم وطاقاتهم وينفقون الغالي والنفيس والرخيص لزرع الفتن وإثارة القلاقل والرأي العام والعالمي على بلادكم ومقدراتكم، من خلال اختلاق القصص والروايات التي لا وجود لها إلا في عقولهم المريضة، ومقاصدهم الخسيسة.

ومما يؤسف له أن هناك من نشأ على ثرى هذه الأرض الطيبة وتعلم في مدارسها وجامعاتها، وأنفقت عليه الأموال الطائلة لتعليمه وتطوير مهاراته في الداخل والخارج، ثم يضرب بكل ذلك عرض الحائط وينساق وراء دعوات شاذة من هنا أو هناك لضرب هذا الكيان الشامخ الذي كان يمثل جزءًا منه، وكل ذلك من أجل حفنة من المال، أو هدف خسيس يسعى وراءه.

لكن ولله الحمد أن كل تلك المحاولات البائسة والدعوات الفاشلة تكسرت على رؤوس حامليها بالوعي الثاقب والذهن الوقاد لكم أيها الشرفاء من أبناء بلادنا الحبيبة.

فلتواصلوا المسير ولتشيدوا البناء ولتسابقوا الزمن أيها الأبطال، ولتضربوا على رؤوس أولئك الفئام من البشر، بتحقيق تطلعاتكم وبناء نهضتكم، خلف قيادتكم الحكيمة، وعندها سيموت أولئك الشراذم قهرا وألما وحسرة ويأسا.

أيها المواطن الشريف النظيف العفيف، أنت الحصن المنيع والجبل الصامد في وجه كل خائن ومرتزق يحاول أو يفكر المساس بهذه الوحدة والتلاحم الشعبي الذي تحطمت عليه كل مؤامرات الخونة والوصوليون الذين لا يهتمون إلا لأنفسهم المريضة ومن بعدهم الطوفان، خابور وخسروا...

أيها المواطن المخلص أعلم أنك أنت المستهدف من وراء كل تلك الهجمات التي تتعرض لها بلادك، فما تعيشه من رغد العيش وسعة الرزق ينغص عليهم معاشهم ويقلق راحتهم.

فبتنبهك ويقظتك ستسهم في استمرار شقاء أولئك الشراذم وإصابتهم بالإحباط وزيادة بؤسهم.

حفظ الله بلادنا وحماها من كل متربص وغادر.

ونختم بهذا البيت لشوقي «رحمه الله»:

وطَني لَو شغِلتُ بِالخلدِ عَنهُ... نازَعَتني إِلَيهِ في الخلدِ نَفسي