بعد مرور عامين من أزمة اجتاحت العالم، والتي غيرت مجرى التاريخ، كادت تفتك بالبشرية، يأتي اليوم الذي يعلن فيه بعودة الحياة الطبيعية، الإعلان الذي هز عرش السعادة لدى الشعب بعد طول انتظار، وغياب الأمل في العودة التامة لنمط كان المجتمع تآلف عليه.

في الخامس عشر من أكتوبر لعام 2021م أعلنت المملكة العربية السعودية عبر قنواتها الرسمية، ووسائل التواصل الاجتماعي أول خطوة بتعافي الدولة، وحصانة المجتمع، ووصولنا إلى بر الأمان.

نعم هو أمر نزع الكمامات، والتقليل من التباعد الاجتماعي، إزاء لما وصل إليه المجتمع من المناعة التامة ضد الفيروس الذي كاد يزهق أرواح الكثير، حيث إنها كانت المرحلة الانتقالية لدولة عاشت أزمة عامين من الكساد الاجتماعي، والاقتصادي، والصحي، فكأنما الخيال أصبح واقعاً، والحلم أصبح حقيقة، والركود الاجتماعي، والحضاري تحول إلى رفاهية.

لا يخفى على الجميع الجهود التي بذلتها السعودية لتصل إلى الحلم الذي بات مستحيلاً في مُعظم الدول، حلم الأمان، والصحة، والعافية، والحصانة، في تصريحٍ لموقع «بلومبيرج» الأمريكي أصدرت قائمة بأفضل وأسوأ الدول في العودة إلى الحياة الطبيعية بعد فترة الإغلاق بسبب فيروس كورونا، وكانت وتيرة التلقيح هي الحاسمة ما بين الدول، في هذه الأثناء احتلت السعودية المركز الخامس عشر بنسبة 25% على أرض الوطن بالتلقيح، وعلى 66.9 نقطة في سلم «بلومبيرج» الأمريكي.

وها هنا نحن اليوم نسجل أكثر من 44 مليون جرعة لقاح قدمت للمواطنين، والمقيمين كافة على أرض هذا الوطن العظيم.

عامان من انقطاع المصلين عن صفوفهم، عامان من انقطاع الأفراح، وأواصر الرحم، عامان من غياب البهجة وكل سبل السعادة، عامان ومناسك الحج والعمرة مقيدة بتصاريح الموافقة، واليوم المصلون يقفون بالمشاعر المقدسة كأنهم بنيان مرصوص من مشاعر الفرح، والخشوع، والقبول، والاستجابة لكل أماني العودة لبيت الله الحرام.

نداء الفرج.. «استووا، اعتدلوا، تراصوا«، من أجمل النداءات التي نالها شعب هذه الدولة.

لطالما رددت "هُما عامان كانا، وما زالا، وسيبقيان من أبرز أعوام تاريخ العالم"، فقدنا أحبة، مررنا بالمحن، تفاقمت المصائب، تجندنا للوطن، وأصبحنا أبطال هذه الأزمة العالمية.

رسالة سامية سطرتها أمجاد دولة رائدة في استراتيجيات محاربة المحن، وأبطال كانوا جنوداً قدموا تضحيات عظيمة، وجهود قيادات كرست خدماتها من أجل حماية شعبها.

كانت لكلمة وزير الصحة السابق الدكتور توفيق الربيعة الأثر الكبير لما خلدته في نفوس الكثير من معاني سعادة الإنجاز، وفخر الإتقان، وبلوغ القمم، لما احتوته من كلمات الشُكر، والتقدير لجميع العاملين، والأبطال، وأصحاب الهمم على مستوى القطاعات، كلمات لم تحتو على مجرد ثناء إنما مسيرة نجاح سطرها قائد عظيم في ظل أزمة هذا العالم.