بأعمارنا المختلفة سواء كُنَّا بالعشرين أو الستين، حينَ نهُم باسترجاع الماضي نصل لطفولتنا، رغم أن الماضي كل شيء فيه انتهى، ولو كان يوم أمس، إلا أن الماضي القديم هو أول ما يحضر في ذاكرة المرء حينها.

طفولتك وطفولتي.. منحتنا دروساً تعلمناها قبل توقيتها، وتكاليف تكبدناها إثر تفكير لا يمت للوعي بصلة، ولو نعود الى أصل الموقف فهو ما يحدد ردة الفعل، عند مراجعة بنك الذاكرة. عائلاتنا ومعلمونا إن أحسنوا لنا فالماضي يصحبه ابتسامة، وفي سوئهم تتلاشى الضحكات، ونقول العقبى لمن بين أيدينا، لن نحملهم ما استثقلته أكتافنا.

لكل عائلة ولكل معلم هذه الرسالة ... الماضي لا يُنسى، على وجه الخصوص المؤلم منه يبقى، ما آلمك سابقاً وإن ادّعيتَ نسيانه، فهو الوهم الذي تدفع قصاري جهدك للتركيز بشيءٍ عداه.

ولذلك، الطفل الذي بين يديك مهما قدمت له، لن يذكر منها إلا دروساً أودعتها بالذاكرة، درساً بالرفض، درساً بالعقاب، درساً بالإجبار والمقارنة، وسوء التقدير بدل من الشكر على المحاولة.

ولو بني كل ما تم ذكره على المحاورة، والأخذ بأسباب ودوافع كل تصرف وتمت معالجته، لن تتكرر أي سلوكيات خاطئة، ولن نكون قد تسببنا بتلاشي ضحكة في ذاكرة أحدهم يوماً ما، وفي زمن قد لا نكون حاضرين به معهم.