أكّد الأمين العام لمركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، فيصل بن معمر، على الجهود الرائدة والمبذولة للمركز، لتعزيز دور الحوار وتفعيل دور القيادات والمؤسسات الدينية، لمساندة صانعي السياسات لمعالجة قضايا الاندماج والتعايش، على المستوى الأوربي، معبرًا عن يقينه أنه لا يمكن التصدي للتحديات، التي تواجه البشرية، ومنها ما بات يعرف الآن بالتحديات الثلاثة: «الصراعات، وتغير المناخ، وجائحة كوفيد-19»، دون حوار شامل وتجسير للشراكات والتعاون والتفاهم.

جاء ذلك خلال كلمته التي ألقاها بن معمر، في افتتاح الفعالية الأولى من النسخة الثالثة، للمنتدى الأوروبي للحوار بشأن السياسات المتعلقة باللاجئين والمهاجرين، بعنوان: «الحوار ودوره في تعزيز الاندماج الاجتماعي، ودعم مشاركة اللاجئين والمهاجرين في المجتمعات المضيفة»، اليوم الثلاثاء 19 أكتوبر، وعلى مدار يومين في مدينة لشبونة، بحضور معالي السيدة كلوديا بيريرا وزيرة الدولة لشؤون الاندماج والهجرة في جمهورية البرتغال، ونظّمه مركز الملك عبدالله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، ممثلاً في شبكة كايسيد للحوار، بالشراكة مع المجلس الأوروبي للقيادات الدينية، ومنظمة أديان من أجل السلام في أوروبا، ومكتب المؤسسات الديمقراطية وحقوق الإنسان التابع لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، بينما يخصص اليوم الثالث والأخير، للحديث عن ظاهرة تنامي خطاب الكراهية، والتأكيد على أن التعاون بين جميع القطاعات هو السبيل لمكافحته.

وأضاف أن منهج المركز منذ تدشينه، هو التركيز على معالجة المسائل المتعلقة بالاندماج الاجتماعي، والمواطنة المشتركة ومكافحة خطاب الكراهية، عن طريق الحوار بين الناشطين في هذه المجالات، لأن هذه المفاهيم هي التي ينبغي تعزيزها ودعمها، كي يكون المهاجرون واللاجئون، شركاء مشاركة كاملة في مجتمعاتهم المضيفة، التي من جانبها، تضمن لهم كرامتهم الإنسانية، بصفتهم طالبي لجوء، يسعَون إلى العيش السلمي وحياة طبيعية، يسودها الشعور بالانتماء، مشيرًا إلى ما تم نشره بدعم من شبكة حوار المركز، لثلاثة موجزات للسياسة العامة، استندت إلى مناقشات المنتدى في نسخته الأخيرة، الذي نظمه كايسيد وشبكة الحوار، بدعم من وزارة الخارجية الألمانية وممثلي المفوضية الأوروبية في ألمانيا، وشدّد على الحوار بين أتباع الثقافات والأديان، بوصفه وسيلةً لتعزيز الاندماج الاجتماعي، للاجئين والمهاجرين في أوروبا، في مجالات التعليم الشامل وبناء الثقة، وتغيير الخطاب المتعلق بالهجرة، الذي غالبًا ما يكون سلبيًا.