ولأن أخي لوالدتي عبد العزيز المحمد النغيمشي حديث عهد بالزواج، أحببت أن أوجه هذه الكلمات له ولغيره، لعل الله ينفع بها وتكون معينة على استمرار حياته بكل حب وسعادة، بإذن الله، مع الدعاء له بأن يوفقه الله ويرزقه الصحة والعافية مع الذرية الصالحة.

اعلم أخي المتزوج حديثا أن المراحل الأولى من الزواج هي تماما كما حال الطفل المولود حديثا، فهو ولا شك -أي الطفل حديث الولادة- يتعرض لأزمات ووعكات صحية، بسببها يشتد عوده ويقوى وينتصب، ويسلك طريقه في هذه الحياة.

كذلك الحياة الزوجية، اعلم أنها في بداياتها لابد من خلافات بين الزوجين، وهو شيء طبيعي، إن لم يوجد في الحياة الزوجية أصبحت رتيبة ومملة، حتى يشتد الساعد وتستقيم الأمور، ويكبر الأولاد ويستقر البيت.

اعلم أنك ستمر بمراحل مختلفة في حياتك الزوجيةفي البدايات، وهو كما ذكرت شيء طبيعي لابد منه، فالله الله بالتأني والصبر والحلم في التعامل مع الزوجة، وعدم التقصير.

الحياة الزوجية في بداياتها مفترق طرق، تنتابها بعض المنغصات، كما هي حال الطفل حديث الولادة، يصاب ويمرض بزكام، وآلام مغص في البطن أول أيامه، ثم تبدأ مرحلة التسنين، أو كما يطلق عليه «ظهور الأسنان»، فيتسبب ذلك بارتفاع حرارة الطفل، ومن مستشفى لمستشفى، ومن علاج لعلاج بحثاً عن الحل لتخفيف الألم.

الأمر ذاته ينطبق على حياتك الزوجية في بداياته، فلابد من الاختلاف الذي يبحث (بضم الباء) له عن حلول، ومن بيت الزوج إلى بيت الزوجة بسبب سوء فهم قد يبدر من الطرفين -أقصد الزوج أو الزوجة- لذلك رحلة البحث عن حلول وعلاج تطول حتى تستقر الأمور وتهدأ وترسو سفينة الحياة على شاطئ الاستقرار والأمان والراحة، بعد أن يبلغ الأولاد سنا متقدمة، يعتمدون على أنفسهم، ويصبحون عونا لوالديهم.

واعلم أخي المتزوج حديثاً، أن الحياة الزوجية سوء الفهم فيها كالملح للطعام تماما، وكالعلاج للطفل الصغير، لابد منها لكي تسير الحياة وتستمر، وهو مصداقا لقوله تعالى في محكم كتابه الكريم: (لقد خلقنا الإنسان في كبد)، معنى الكبد هو التعب والمشقة، حيث وجد في هذه الحياة الدنيا ليصارع فيها ويكابد، بل إنه يصارع الكبد وهو في بطن أمه، وما ينتج عن هذا الأمر من معاناة في مواجهة الضيق والظلمات التي يواجهها وحده.