رئيس الهلال السابق وعرابه الأمير بندر بن محمد كان يمرر خلال تصاريحه النارية قبل المواجهات المفصلية عبارة «سنفوز بالرجل الخفي» وتمثل عبئا على المنافسين، تلك العبارة محدودة المسافة واضحة المعالم من الخارج لكنها من الداخل لها طلاسم لا يعرف دهاليزها سوى القريبين من البيت الأزرق، ومنذ ذلك الحين وتحديداً قبل عقدين من الزمن والرجل الخفي يتجلى داخل أروقة الهلال وينهض بأركانه عندما تشتد عليه الصعاب على سبيل المثال الظروف الحالكة التي مرت بالفريق موسم 2019 بعد إقالة الرئيس سامي الجابر تبعها تنحية المدرب خيسوس، وبالتالي غاب الاستقرار الإداري والتدريبي علاوة على عدم اكتمال العنصر الأجنبي فضلا عن أخطاء التحكيم والإصابات، ورغم ذلك ظل الهلال صامداً ولم يفارق القمة، صحيح لم يحقق في ذلك الموسم سوى بطولة السوبر السعودي، وخسر الدوري عنوة بفارق نقطة، بعد أن كان يتقدم بسبع نقاط عن أقرب منافسيه، وتعثر في العربية بأخطاء تحكيمية فاضحة وحل وصيفاً، كل هذه الأحداث بعد تغيير ثلاث إدارات ومثلها أجهزة تدريبية، وختم الموسم الصعب بنيل البطولة الآسيوية، ومن أصعب الطرق بعد أن خاض أكثر من 14 مواجهة جل المنافسين الذين تخطاهم سبق وأن نالوا اللقب أو لعب على النهائي، ولا شك أن خلف ذلك روافد تدفع الكيان للأمام، وهذا العمل الخلاب خلفه رجال تعمل بصمت وحكمة وتخطط لعل أبرزهم الأمير فهد بن محمد الرجل الذي لا يحب الظهور ويرسم النجاحات بهدوء ويمثل أبرز الجنود الخفية التي تبعث الأكسجين داخل الجسد الهلالي كلما اقترب من الترنح ويعيد توازنه على سبيل المثال اختياره للجهاز التدريبي الذي حقق الثلاثية للهلال المتمثل برزفان، وبعد أن استعاد الهلال استقراره خطف الدوري مرتين إلى جانب كأس الملك وحالياً في النهائي الآسيوي بعد أن أطاح بطموحات الجار النصر الذي يحظى بدعم شرفي كبير من رجالاته لم يسبق وأن تجلى بتلك الصورة في سبيل تحقيق الحلم الذي توارى أمام الحصون الزرقاء وتلاشت الطموحات التي ينشدها محبوه، ومن كان يرسم استراتيجية المستقبل تبعثرت في حضرة الهلال بعد أن كانت الأمور سالكة للفارس الأصفر بداية بعدد المباريات التي لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة فضلاً عن إقامتها على ملعبه لكن بني هلال غرسوا رمح الانتصار وسط الميدان في أقوى مكسب بتاريخ الناديين حقاً كانت ضربة موجعة وخرج أنصار النصر بحزن عميق بعد أن تلاشت آمالهم أدراج الرياح بيد البليهي ورفقاه، وألقت الخسارة من الهلال بظلالها على المعسكر النصراوي داخل وخارج الميدان وخلال ساعات قليلة تلقى الهزيمة القاسية تعثر أمام الاتفاق في المشوار المحلي واستعاد الأخير جزءا من عافيته للدخول مع المنافسين على قمتها التي يقف على ناصيتها ضمك الصاعد ومن خلفه الاتحاد الذي تعثر في الجولات الأخيرة. ‫