الكل يعلم أن الشاحنات تنقل الخيرات من مدينة إلى أخرى، ومن وطن إلى آخر، وفي نفس الوقت تحمل الموت في ما بين مقدمتها ومؤخرتها، والشاحنات لا يمكن الاستغناء عنها لأهميتها لتقل البضائع أيا يكن نوعها (مواد غذائية - وصناعية) وخلافها؛ فهي من ناقلات الخير ولكنها أيضا هي مسببات الهلاك ،وقطف الأرواح بسبب تهور سائقيها وعدم مبالاتهم بالأخذ بأنظمة الطرق والمرور من خلالها؛ ومن المؤكد أن سائقيها يسيرون بسرعة لا نقول جنونية ولكنها مخاطرة، فالبعض من سائقيها يستخدمون المنشطات لكونها طاردة للنوم من أجل أن يواصل واحدهم السير مسافات طويلة وساعات متواصلة، ليصل المدينة المقصودة في الوقت المحدد له، ولذا تجده في آخر المطاف وعند نهاية مفعول المنبهات يبدو عليه النعاس، فتجده ينحرف يمينا ويسارا لمصارعته النوم، مما قد يتسبب في إضراره للآخرين العابرين الطريق نفسها والاتجاه نفسه، مما ينتج عنه حوادث مؤلمة، فإن لم ينتج عنها وفيات فإضرار بركابها، وإن لم يكن فإضرار بالمركبات، فتصبح بحالة التالف وبخاصة عند التجاوزات أو قطع الإشارات المرورية داخل المدن هذا من جانب،

ومن جانب آخر كثير من سائقي الشاحنات لا يهتمون بسلامة الأنوار أمامية كانت أو خلفية، ولا حتى بنظافتها، فالبعض منها لا تكاد ترى من قرب، فكيف من بعد! لتراكم العادم عليها ولترسب الغبار أيضا مما يحجب رؤية السائرين خلف تلك الشاحنة، والأخطر حينما تكون واقفة على الطريق لأمر ما دون وضع أدوات التحذير على بعد مسافات لا تقل عن الـ100- 300م وهي المسافة اللازمة ليتمكن القادم من رؤيتها على بعد، وإلا فالحادث واقع لا محالة ويخلف الله على من بداخل تلك المركبة المقبلة.

وقد سمعنا وقرأنا عن كثير من تلك الحوادث المؤلمة، وكان آخر حادث مؤلم ما قرأنا عنه في إحدى صحفنا، عن الشاحنة التي تسببت في وفاة سبع أنفس بريئة بالمدينة المنورة.

من هنا أرى أنه من واجب مراكز التفتيش في الطرق في ما بين المدن التأكد من سلامة أنوار تلك الشاحنات وبخاصة الخلفية، وتطبيق العقوبات الرادعة على المخالفين؛ حماية للأرواح البريئة. وحقيقة أن تلك الشاحنات على الرغم من مسيس الحاجة إليها ولا يمكن الاستغناء عنها، فإنها دائما وأبدا تحمل معها الرعب، وهذا يدخل ضمن الإرهاب النفسي للسائرين على الطرق وبخاصة الطويلة.حمى الله الجميع من تلك المصائب.