ومن جانب آخر كثير من سائقي الشاحنات لا يهتمون بسلامة الأنوار أمامية كانت أو خلفية، ولا حتى بنظافتها، فالبعض منها لا تكاد ترى من قرب، فكيف من بعد! لتراكم العادم عليها ولترسب الغبار أيضا مما يحجب رؤية السائرين خلف تلك الشاحنة، والأخطر حينما تكون واقفة على الطريق لأمر ما دون وضع أدوات التحذير على بعد مسافات لا تقل عن الـ100- 300م وهي المسافة اللازمة ليتمكن القادم من رؤيتها على بعد، وإلا فالحادث واقع لا محالة ويخلف الله على من بداخل تلك المركبة المقبلة.
وقد سمعنا وقرأنا عن كثير من تلك الحوادث المؤلمة، وكان آخر حادث مؤلم ما قرأنا عنه في إحدى صحفنا، عن الشاحنة التي تسببت في وفاة سبع أنفس بريئة بالمدينة المنورة.
من هنا أرى أنه من واجب مراكز التفتيش في الطرق في ما بين المدن التأكد من سلامة أنوار تلك الشاحنات وبخاصة الخلفية، وتطبيق العقوبات الرادعة على المخالفين؛ حماية للأرواح البريئة. وحقيقة أن تلك الشاحنات على الرغم من مسيس الحاجة إليها ولا يمكن الاستغناء عنها، فإنها دائما وأبدا تحمل معها الرعب، وهذا يدخل ضمن الإرهاب النفسي للسائرين على الطرق وبخاصة الطويلة.حمى الله الجميع من تلك المصائب.