هل تخيلنا حياتنا بلا تاريخ يذكر، بلا قصص ومواعظ وحكايات تروى للأجيال، أو يتناقل قصصها الكبار؟، فما حياتنا بلا تاريخ ؟، التاريخ هو ما دل على وقت محدد قد انتهى أجله، وتكمن فائدة التاريخ في اجتناب الأخطاء التي وقع بها من قبلنا.

فالتاريخ يحظى بدروس ماضية تفيدنا في المستقبل، ومما قد نستفيد به من التاريخ هو التعمق في إدراك الكيفية التي تنهض بها الأمم والحضارات المختلفة، وهي لا تعني مجرد الاطلاع إنما هو عبارة عن دراسات وتحليلات في هذه الأحداث، في محاولة للخروج بفائدة يستنير بها الإنسان في عصره أيًا كان هذا العصر.

وقد قال ابن خلدون: «اعلم أن فن التاريخ فن عزيز المذهب.. جم الفوائد، شريف الغاية إذ هو يوقفنا على أحوال الماضين من الأمم في أخلاقهم، والأنبياء في سيرهم، والملوك في دولتهم وسياستهم حتى تتم فائدة الاقتداء في ذلك في أحوال الدين والدنيا».

فالأمة الرائدة هي التي تستمد أصول بقائها وعوامل تقدمها ونهضتها، من العناصر الجوهرية في عصر نهضتها، طالما هي عناصر مختارة من صفحات منيرة لهذا التراث، والتي تمثل القيم المتقدمة في المجتمع التي أبدعت فيه، فيكون ذلك سلاحا في يدها للنهوض ودفع عجلة التطور إلى الأمام، فالماضي والحاضر والمستقبل يد واحدة لا يمكن فصل أصابعها.